الجسم البشري الجزء الثالث
 

  الشبكة العالمية موقع الإشراق

 

Home المدخل
Up فوق
الجسم البشري الجزء الأول
الجسم البشري الجزء الثاني
الجسم البشري الجزء الثالث
الجسم البشري الجزء الرابع

اشترك في مجلة الإشراق

انتساب
إلغاء الانتساب

صمم هذا الموقع

الفم والكلام والأكل

يعتبر الفم من أكثر الوظائف أهمية عند الإنسان، منه يدخل الأكل والشرب وفيه نمضغ، ومنه يخرج الصوت والكلام والتعبير. لذلك سوف ندخل في شرح وظيفة الفم بموضوعين.

الفم والكلام

في شرحنا عن الكلام لا بد من تحليل مصدر الكلام. تنبع الكلمة من الفكرة، والأفكار هي نوعين: أفكار تطوّرية وأفكار ناتجة عن إزالة المعيقات من طريق التطور. إن الأفكار التطورية هي الأفكار التي تدعم تطور الفرد والمجتمع، وهي التي تعكس حاجات الإنسان ورغباته. يؤدي تحقيق الرغبات إلى الفرح والاكتمال والتطور. يلعب الفم الدور الفاعل في نقل الأفكار إلى أذن السامع. العقل هو الذي يفكر الأفكار، وحسب المستوى العقلي تكون الأفكار بنّاءة أو هدامة، الأفكار البنّاءة هي تلك التي تدعم التطور، أما الأفكار الهدّامة فهي التي تكون معاكسة لمجرى التطور. كلما كان العقل منفتحاً على المستوى غير المحدود للطاقة كلما كانت الأفكار أكثر تطوّرية وأكثر فعالية. لذلك إن الخطوة الأولى للكلام التطوّري البناء هي في جعل العقل منفتحاً على مستوى الذكاء الخلاق الكامن في داخلنا، الذي هو المستوى غير المحدود للطاقة الإلهية. ومع ثبات العقل في حقل الطاقة الإلهية تصبح الأفكار تطورية مستمدة من الحقل الإلهي، ومنها يكون الكلام كلاماً عميقاً وتكون المخاطبة بين الشخص والآخر نابعةً من القلب، فينتقل الصوت من فم المتكلم إلى أذن السامع ومنها إلى أعماق عقله وقلبه. هذا هو المستوى الأرقى من الكلام، أنه المستوى الذي يعكس الطاقة غير المحدودة للحقل الإلهي. بهذا النوع من الكلام الراقي يستطيع المعلم أن يوجه مريده في طريق النور والإشراق. وبالكلام الراقي يستطيع القائد أن يقود شعبه إلى الحياة الهنيئة والاستقرار. بالكلام الراقي يستطيع الشاعر أن يقول الشعر الموزون المنعش للقلب. وبالكلام الراقي يستطيع المغني والمطرب أن يغني الأغنيات الصحيحة التي تعطي نشوة الطرب. إن هذا النوع من الكلام العذب، لا يكون اتجاهه إلى إنسان آخر فقط، بل يكون أيضاً من أجل تمجيد الله، فيكون من خلال الترانيم والتضرع والدعاء، كل هذا النوع من الكلام النابع من الأعماق، من المطلق في داخلنا بكل صفاء وبكل وضوح هو الذي يرفع المتكلم إلى المستوى الراقي والمستوى الأسمى الممتلئ بالتقوى والقداسة. إن الكلام هو من أجل إظهار الحقيقة، حقيقة الله، ويكون الكلام المهذب من أجل تمجيد هذه الحقيقة الإلهية بشكل دائم وعليه أن لا يتدنى عن ذلك أبداً.

الفم والأكل

للأكل أهمية كبير في حياة الإنسان، يبدأ الأكل من الفم ومنه ينتقل الأكل إلى مختلف نواحي الجهاز الهضمي. في الفم يوجد اللسان الذي يعطي الإنسان الشعور بالاكتفاء من تذوق النكهة والطعم. ومن ثم يحوّل الجهاز الهضمي الطعام إلى طاقة ذكية. يتأثر الإنسان أولاً بمذاق الأكل، فاللسان هو العضو الذي يتذوق الأكل الذي يتناوله الإنسان. يعمل اللسان بشكل غريزي على تقبل الأطعمة ذو المذاق الطيب الذي يقبلها الجسم، ويرفض الأطعمة ذو المذاق السيئ الذي لا يقبلها الجسم، أو ربما يحتاجها الجسم بكمية أقل. عندما نتناول الطعام عليه أن يضم النكهات الستة التي يتحسسها اللسان، إن مسام اللقط في اللسان هي ستة: الحلو والمالح والحامض والحر والمر والمز. من أجل أن يشعر الإنسان بالاكتفاء من الأكل علية تناول النكهات الستة في كل وجبة طعام. وإذا لم يتناول الإنسان هذه النكهات الستة سوف يشعر بالحاجة لتناول المزيد من الطعام دون معرفة السبب، بالرغم من أن معدته تكون قد امتلأت. لكن لا يفترض أن تكون كمية الطعام من كل نكهة متساوية مع النكهات الأخرى. عادة إن الكمية الأكبر من أكل الإنسان هي بالنكهة الحلو، مثل الرز والقمح والفاكهة، أما النكهات الأخرى فهي بنسب أقل. إن وجود البهارات ومطيبات الأكل هي من أجل تعديل النكهة كي ترضي مذاق الإنسان. عندما يشعر الإنسان باكتفاء المذاق، يشعر العقل بالثبات ويكسب الإنسان راحة نفسية.

أما فيما يتعلق بالطعام الذي يحتاجه الجسم كي يستمد منه الغذاء والطاقة، هنا يأتي دور الجهاز الهضمي الذي عليه أن يحول الطعام إلى طاقة غذائية. تشرح علوم الفيدا أن الطعام يمر بسبع مراحل في عملية الهضم. في كل مرحة يتحول الطعام من المستوى الأول إلى مستوى مرهف منه، وهكذا في كل مرحلة يتحول الطعام إلى مستوى أرهف إلى أن يصل إلى المستوى الأكثر إرهافاً فتمتصه الشعيرات الدقيق في الجهاز الهضمي وتحوله إلى طاقة وإلى ذكاء، تتحول الطاقة إلى الجسم، أما الذكاء فيتحول إلى العقل. عندما يكسب الجسم الطاقة الغذائية يكون جاهزاً للعمل الناجح والدقيق ما يساعد الإنسان على النجاح والتطوّر في الحياة. ومع تحوّل الذكاء إلى العقل يكسب العقل التوازن والثبات الذي يساعده على تنظيم وظائف الجسم ويعطيه الصفاء الفكري والراحة النفسية.

الطعام الطبيعي

في سياق الشرح عن دور الجهاز العصبي في تحويل الطعام إلى طاقة وغذاء، لا بد أن نتطرق إلى صحة الطعام الذي نأكله. إن الإنسان هو كائن طبيعي ومتوازن، وبالتالي أن جهازه العصبي يهضم المأكولات الطبيعية. انطلاقاً من هذا المبدأ، نستطيع أن نفهم أن كل شيء غير طبيعي وغير متوازن، لا يستطيع الجسم أن يهضمه خلال المراحل السبع للهضم. وبذلك لا يستطيع الجسم أن يستمد منه الطاقة والذكاء. إن المأكولات المصنعة والتي يدخل في تصنيعها المواد الكيمائية، تفقد التوازن الطبيعي، وبالتالي لن يستطيع الجهاز الهضمي من تحويلها إلى طاقة، فيكون الجهاز الهضمي قد هدر الجهد والطاقة سدى. قد تخرج هذه المواد الصناعية والمواد الكيمائية من الجسم ولكنها قد تترك ترسبات في الخلايا ما قد يعطلها. عندما يتناول الجسم الطعام الذي يتضمن المواد الكيمائية كالمواد الحافظة والملح المصنّع والسكر الأبيض المصنّع وملونات الطعام والمزروعات غير العضوية والمرشوشة بالمبيدات والمشروبات الغازية والأدوية الكيمائية على جميع أنواعها، وأخيراً المأكولات المعدلة جينياً، قد يمتص الجهاز العصبي ما يحتاجه منها ولكن الترسبات غير المتحللة والتي قد تدخل في أوعية الجسم في الخلايا والشرايين، تعطي التأثيرات الجانبية الضارة. هناك العديد من الدراسات العلمية التي تظهر بوضوح التأثيرات الجانبية الضارة من تناول الأطعمة والأدوية التي يدخل في تصنيعها المواد الكيمائية. ونتيجة لهذه التأثيرات الضارة يضعف الجسم وتصيبه الأمراض وينعكس ذلك على العقل. وبضعف العقل، يفقد الإنسان الفرصة في تفتح العقل الواعي على الحقل غير المحدود للطاقة الكونية في داخلنا، ما يجعل الإنسان عاجزاً عن تحقيق هدف الحياة.


Back السابق Home المدخل Up فوق Next التالي