الروح الفردية - الجزء الأول
 

  الشبكة العالمية موقع الإشراق

 

Home المدخل
Up فوق
الروح الفردية - الجزء الأول
الروح الفردية الجزء الثاني
الروح الفردية الجزء الثالث
الروح الفردية الجزء الرابع

اشترك في مجلة الإشراق

انتساب
إلغاء الانتساب

صمم هذا الموقع

هيكلية الروح الفردية

كما هي الهيكلية الكونية، كذلك هي الهيكلية الفردية، كما توجد الروح الكونية ومنها نبضات الذكاء، أي النفس الأولى، ومنها العقل الكوني، يليه الأنا الكونية، ومن ثم العقل الغريزي ومنه المستوى المادي للحواس ومدركاتها وأعضاء العمل والعناصر الخمس، كذلك هي الروح الفردية: من الروح توجد النفس ومنها الوعي الفردي والأنا الفردية والمشاعر الغريزية والحواس ومدركاتها وصولاً إلى الجسم المكون من عناصر المادة الخمس.

يعمل النظام الكوني بشكل متشابه على كل من النطاق الكوني والنطاق الفردي. والروح الفردية هي ومضة من الروح الكونية وهي متصلة بها بشكل دائم. وبنبض الروح الكونية تكون ومضة الروح الفردية وتظهر النفس ملازمة للروح الفردية. تظل الروح الفردية نافرة في الوجود الفردي ما دامت النفس الفردية متغلغلة في المادة.

اختبار الوجود

إن غاية الوجود المادي هو السماح للكائن الأزلي أن يختبر الوجود بشكله الكامل، ومن أجل أن تتحقق غاية الوجود على كل فرد من مفردات الوجود أن يسمح للروح الإلهية المتمثلة فيه بالروح الفردية بأن تختبر الوجود بشكل كامل من خلال وجوده المادي. ويعني ذلك في أن تستطيع الروح الفردية من اختبار الوجود المادي بواسطة الجسم المقيمة فيه. ومن أجل أن تختبر الروح الفردية الوجود المادي بشكل كامل من خلال الجسم، على الجسم، وبجميع مستوياته، أن يكون خالياً من أية شوائب تعيق الاختبار الصافي والشفاف للوجود.

الخلود والموت

يتكون الوجود الفردي من مستوين رئيسيين وهما المستوى الخالد والمستوى الميت (الذي يموت)، يتضمن المستوى الخالد النفس والروح الفردية والروح الإلهية، أما المستوى الميت فيتضمن الطاقات العقلية والحواس الخمس والجسد. مع ولادة الفرد تتداخل العناصر الخالدة بالعناصر الميتة، فيكون الوجود الفردي الحي. عندما يحل الموت، تموت العناصر الميتة وتبقى العناصر الخالدة في فردية غير مرئية لنا، ضمن الوجود المادي. تبقى الروح الفردية ضمن فرديتها ما دامت متلازمة مع النفس. لا تستطيع الروح الفردية أن تتحرر من النفس إلا إذا استطاعت النفس أن تصل إلى التوازن التام في الانطباعات التي جمعتها في وجودها المادي. من أجل أن نفهم ما هو المقصود بالتوازن التام في انطباعات النفس، علينا أن نفهم أن النظام الكوني الذي يعمل ضمن ثلاثة أبعاد، فيه السالب والموجب والصفر. إن الصفر هو نقطة التوازن بين السالب والموجب. كي تتوازى الانطباعات علينا أن نقوم بأعمال إيجابه بشكل متساوٍ مع الأعمال السلبية. عندما نجمع السالب والموجب المتساويان تكون النتيجة صفر. ربما للوهلة الأولى نجد ذلك من الأمر السهل. ولكن من يستطيع أن يقدّر مدى المنفعة ومدى الإساءة من كل عمل يقوم به. فلنعطي مثلاً على ذلك: ربما يريد شخصاً ما أن يقدم هدية لصديقه. إذا كانت هذه الهدية لمناسبة معينة ويستحقها صديقه، وإذا كان الشخص الذي يقدّم الهدية لا يفكر بأي مردود من هذه الهدية، تكون قيمة عمله شيئاً معين، أما إذا قدّم الهدية من أجل إرضاء صديقة لهفوة كان الشخص مقدم الهدية قد قام بها، تكون قيمة العمل شيئاً آخر، أما إذا قدم الشخص هدية لشخصٍ آخر من أجل الرشوة تكون قيمة العمل شيئاً مختلف أيضاً. إن موضوع تقييم العمل هو أمر في غاية التعقيد وخلف مقدرة الطاقة العقلية على احتسابه. لذلك إن اعتماد مبدأ تقييم العمل من أجل التوازن هو مثل من يريد أن يثبّت مركباً في بحرٍ دائم الموج.

من أجل أن نجد أفضل السبل لتحرر الروح الخالدة علينا أن نعرف المسار الذي تسير به الروح من نقطة انطلاقها من الروح الإلهية لحين عودتها إليها بعد أن تكون قد اختبرت الوجود المادي بالشكل الكامل.

مسار الروح الفردية

كما سبق وذكرنا، تنبثق الروح الفردية من الروح الإلهية وتظهر منها النفس التي من خلالها تعمل الروح في الجسم المادي. بعد اضمحلال الجسم بسبب عوامل الطبيعة، تتواجه الروح الفردية أمام ثلاثة طرق، الطريق العلوي والطريق الوسط والطريق السفلي. إن من يحدد الطريق الذي ستسلكه الروح هو نقاء وطهارة النفس. وطبقاً لمستوى طهارة النفس تسلك الروح الطريق التي تستحق.

 

Home المدخل Up فوق Next التالي