التكوين - الجزء الرابع
 

  الشبكة العالمية موقع الإشراق

 

Home المدخل
Up فوق
التكوين - الجزء الأول
التكوين - الجزء الثاني
التكوين - الجزء الثالث
التكوين - الجزء الرابع

اشترك في مجلة الإشراق

انتساب
إلغاء الانتساب

صمم هذا الموقع

الانفجار الكبير

في هذه المراحل الخمسة تبدأ المادة الملموسة في الظهور. يأتي الصوت من الأثير، واللمس من الهواء والنور من النار، والذوق من الماء والشم من التراب. أما النار فهي المفصل الرئيسي في عملية الخلق، إنها نقطة تحول غير الظاهر إلى ظاهر. مع ظهور النار، أي حقول الطاقة، كان الانفجار الكبير "بيغ بانغ". فالنار هي المرحلة الأولى الملموسة التي بعدها ظهرت الخليقة المادية، لذلك ذكر في التوراة أن الله خلق النور في اليوم الأول، وأيضاً في علوم الفيدا، إن أول كلمة في الكتاب الأول من كتب الفيدا هي "أكني" وتعني النار. وتقول الفيدا أننا ندخل الوجود المادي في هذه الخليقة من باب النار.

عناصر الإحساس

عندما تظهر المادة يكون العقل متحسساً لها لأنه وجد قبلها، وبما أن المادة تتكون من خمسة عناصر رئيسية فالعقل يتحسسها ويتفاعل معها بخمس قنوات رئيسية. وبتفاعل العقل مع كل من العناصر الخمسة يظهر كل من أعضاء الحواس الخمسة، وأعضاء العمل الخمسة، ووظائف الحواس الخمس. أعضاء الحواس الخمس هي الأذنين والجلد والعينين واللسان والأنف. وأعضاء العمل الخمسة هي الفم واليدين والقدمين والأعضاء التناسلية وأعضاء الإفراز. ووظائف الحواس الخمس هي السمع واللمس والنظر والذوق والشم. وكل من هذه المجموعات الخمس هي مرتبطة مع العناصر الخمسة الرئيسية بالتتالي؛ الأثير والهواء والنار والماء والتراب.

عناصر التكوين

هكذا نكون قد كشفنا عناصر التكوين الأساسية كما وردت في العلوم الحديثة وفي الكتب الدينية وفي العلوم القديمة وهي:
  • الوعي المطلق، أو آدم، أو بروشا.
  • الطبيعة، أو حواء، أو براكريتي.
  • العقل الكلي أو قوة الدفع التطورية، أو الكلمة، أو مهات.
  • الأنا أو قوة التمييز، أو أهمكار.
  • العقل الغريزي أو قوة الإدراك أو مناس.
  • وظائف الحواس الخمس
  • أعضاء الحواس الخمس
  • أعضاء العمل الخمس
  • عناصر المادة الخمس

اللقاء الكبير

هكذا نرى التشابه الكبير لمراحل التكوين كما وردت في العلم والدين والفلسفة، وقد تشابهت جميعها بالرغم من التفاوت الكبير في الزمان والمكان، من علوم الفيدا الآسيوية التي يعود تاريخها إلى أكثر من خمسة وعشرين ألف سنة إلى العلوم الحديثة الغربية في عصرنا الحاضر، مروراً بالمعرفة الدينية. وهذا اللقاء الكبير هو المدخل لكشف الحقيقة الأزلية.

زوال الوجود

كما تكلمنا عن مراحل التكوين يمكننا أيضاً أن نشرح عملية الفناء للوجود، أو ما يعرف باليوم الأخير. كما أن الظهور قد حدث بطرفة عين، كذلك الفناء يكون بطرفة عين. عندما تتحقق غاية الوجود، تكون الرغبة الإلهية قد تحققت بشكل تام. وبذلك يصل الوجود الإلهي إلى اكتماله، ويتوقف التقدم والتمدد للحقل الإلهي في المادة، وفي تلك اللحظة وبعد أن يكون كل شيء قد تم، ينسحب الله من الوجود ويخفي المادة في طيات ذاته ويعود إلى ذاته في حالة الهمود التام، مستريحاً ومتهيئاً كي ينطلق من جديد. إن عملية الفناء هذه هي اليوم الأخير أي يوم القيامة. تتشابه عملية الفناء وعملية الانطلاق الجديد مع ما تشرحه علوم الفيزياء الحديثة عن الثقوب السوداء والسوبر نوفا.

مراحل الفناء

تتم عملية الفناء بنفس التتابع لعملية الظهور ولكن بطريقة عكسية. ويبدأ الفناء بزوال المادة وتتفكك ذرات الوجود، فتزول العناصر الخمس بدءً بعنصر التراب ويزول معها أعضاء الشم وحواس الشم وكل الروائح، وتجف المياه ويزول معها أعضاء الذوق وحواس الذوق وكل مذاق، وتنطفئ الأنوار ويزول معه أعضاء البصر وحواس البصر وكل الأشكال، وتهدأ الرياح ويزول معها أعضاء اللمس وحواس اللمس وكل ملموس، وأخيراً تزول ظلمات الفضاء وتزول معها أعضاء السمع وحواس السمع وكل الأصوات، ومع زوال العناصر الخمس وآخرها الأصوات تزول الكلمة التي بها بدأ الكون المادي. ولحظة زوال الوجود المادي تنقطع الغريزة وتخضع للأنا الكونية، وتضيع الأنا وتخضع للعقل، ويتوقف العقل ويفنى في النفس الكونية، براكريتي، التي هي في الحضور الإلهي الذي لا يزول، فتهمد النفس في بحر الروح الكونية، بروشا، ويغوص بروشا ومعه براكريتي الهامدة في البحر الإلهي، بحر برهمان غير الظاهر. إن كل هذا الفناء يحدث في برهة الزمن الأخير. لا بل يحدث كل ذلك في لحظة زوال الزمن وكما يقال عندما ينقر الناقور. "فإذا نقر في الناقور، فذلك يوم عسير على الكافرين غير يسير" سورة المدثّر في القرآن الكريم. وأيضاً في الإنجيل: "في لحظة، بل في طرفة عين عندما ينفخ في البوق الأخير". لقد ورد شرح اليوم الأخير بشكل واضح في معظم الديانات القديمة والحديثة، في سورة القيامة في القرآن الكريم: "يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر" أما في الإنجيل في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنتوس في الفصل 15 تحت عنوان قيامة الأموات: "في اليوم الأخير سوف يخضع كل شيء لله، لكي يكون الله هو كل شيء في كل شيء".


Back السابق Home المدخل Up فوق