الاكتشافات العلمية الحديثة والمبادئ الدينية


الرئيسية

المقدمة

المقالة الأولى

المقالة الثانية

المقالة الثالثة

المقالة الرابعة

المقالة الخامسة

المقالة السادسة

المقالة السابعة

المقالة الثامنة

المقالة التاسعة

المقالة العاشرة

الحادية عشر

الثانية عشر

الفهرس

صيغة حسابية للخلاص

رئينا في المقالات السابقة مستويات الوجود، ورأينا كيف أن المستويات الكونية تتطابق تماماً مع المستويات الفردية، وفهمنا أن الإنسان له ثلاثة مستويات رئيسية المستوى الروحي وفيه الروح والنفس الخالدتان، والمستوى العقل وفيه العقل الواعي والأنا والغريزة، والمستوى الجسدي وفيه العناصر الخمسة والحواس الخمسة وأعضاء الحواس وأعضاء الحركة.

وشرحنا كيف أن الروح الفردية ومتصلة دوماً بالروح الكونية (روح الله) وكيف أن الروح الفردية تعطي الطاقة إلى العقل من خلال النفس، وبهذه الطاقة يعقل العقل ويعطي الأوامر إلى الجسم. وشرحنا كيف أن الانطباعات النفسية المتراكمة في النفس هي التي تؤثر على الطاقة التي تخرج من الروح إلى العقل والجسم. سنتوسع في هذه المقالة عن الانطباعات النفسية وأهمية التخلص منها.

الانطباعات النفسية

نحن نعلم من الطب أن الضغوط لها تأثيرات فاعلة على العقل والجسم. وهذه الضغوط هي الانطباعات النفسية، وبلغة الدين هي الخطيئة. ومن أجل أن نستحق الجنة على النفس أن تكون قد تخلصت من كل خطيئة. إذا عرفنا علمياً أن الانطباعات النفسية، أي stress هي المسبب الرئيسي لكل ضعف عقلي وجسدي، يقول الأطباء أن الضغوط هي المسبب الرئيسي لجميع الأمراض النفسية-الجسدية، إذا عرفنا ذلك، يصبح ملحاً أن نعرف.

هكذا نستنتج أن بزوال هذه الانطباعات النفسية يعيش الإنسان في حالات أفضل عقلياً وجسدياً. فيتمتع بعقل قوي وواضح، ويتمتع بصحة جيدة وقوة بدنية، وبذلك يكون كل عمل وكل تصرف نابع من قوته العقلية والجسدية، فيعيش حياة ممتلئة بالسعادة والاكتمال. ومن ناحية أخرى، عندما نفهم دينياً، أن الانطباعات النفسية هي الخطيئة، نفهم بذلك كيف أن الإنسان الذي يتبع الصراط المستقيم ويعيش حياة ملؤها التقوى وبعيداً عن الخطيئة، يعيش حياة سعيدة ومطمئنة.

وهكذا نرى مدى التشابه في وصف غاية الحياة، إن كان ذلك من الناحية العلمية التي تدعو إلى التخلص من الانطباعات النفسية والضغوط وstress ، أو من الناحية الدينية التي تدعو إلى الابتعاد عن الخطيئة. وعندما نعلم أنه عند فناء الكون تزول المادة وحقول الطاقة وتمتص الجاذبية الانطباعات الكونية (الثقب الأسود)، ونعلم أنه عند وفاة الإنسان يتفكك جسده وتترسب الانطباعات النفسية في النفس البشرية وتحفظها معها بعد الوفاة، ونعلم من الديانات أن الروح الخالدة والنفس ملازمة للروح وتحمل النفس كل خطيئة ارتكبها الإنسان في الحياة، والله يحاسب النفس لما فعلت، عندما نفهم كل ذلك، نفهم بشكل أكيد أهمية التخلص من الانطباعات النفسية. وبتخلصنا منها نحن نستفيد في حياتنا، فنعيش حياة سعيدة، وكذلك نستفيد بعد الممات، فنذهب إلى جنات النعيم.

كيف نتخلص من الانطباعات؟

وهنا يطرح السؤال نفسه، كيف نتخلص من الانطباعات النفسية أو من الضغوط، أو بلغة الدين، من الخطيئة. قبل أن ندخل فيما يدعو له العلم والطب تحديداً للتخلص من الضغوط. فلندخل من المنظور الديني أولاً. إذا راجعنا جوهر كل الديانات وبما في ذلك الديانات القديمة التي فقد أتباعها جوهرها الحقيقي وضاعة منها الحقيقة الأزلية، إن جوهر كل دين هو أن الكون قد انبثق من حقل غير ظاهر هو حقل الله، ومنه خلق كل شيء وبه يحيى كل شيء وإليه يعود كل شيء.

إن كل ما خلق من الله سيعود إلى الله، ولكل مخلوق جسد وروح، الروح خالدة أما الجسد فان، تعود روح الإنسان إلى الله عندما يكون تقياً وطاهراً من كل خطيئة. أما الممارسات الدينية فكانت من أجل أن يستطيع الإنسان أن يطهر نفسه من كل خطيئة وأن يعيش الحياة بالتقوى والفرح والسعادة.

هذا هو بكل اختصار هدف كل دين، أما الصلاة فهي ليست من أجل الله، إن صلاة البشر لا تزيد الله بشيء، فهو المطلق وغير المحدود، أنما الصلاة والممارسات الدينية هي من أجل صفاء النفس البشرية وتقربها من الله كما تقول الديانات. عندما نقول تقربها من الله، يقصد بذلك أن تصبح صفاتها مشابهة لصفات الروح الإلهية، أي خالية من أي شوائب، خالية من الخطيئة، خالية من الانطباعات النفسية أو من الضغوط (stress) بلغة العالم. في كل دين هناك ممارسات مختلفة، ولكنها جميعها لها هدف واحد، ألا وهو العيش بالسعادة والجنة بعد الوفاة.

صيغة حسابية للذهاب إلى الجنة

يقول علوم الفيزياء أن فناء الوجود يحدث عندما تتفكك المادة، وينجذب كل شيء في حقل الجاذبية (الثقب الأسود) ومن ثم تهم الجاذبية في الطاقة الكونية. أما على مستوى الفرد، عند وفاة الإنسان، تتحرر الروح من الجسد لأن الروح خالدة، وتأخذ معها النفس لأن النفس خالدة أيضاً، أما إذا لم تستطع النفس التخلص من كل الانطباعات النفسية، تكون النفس غير صافية، وبالتالي لا تستطيع أن تهمد في الروح، وبالتالي لا تستطيع الروح الفردية أن تعود إلى روح الله الكونية. لذلك إن معادلة توحيد الروح الفردية مع الروح الكونية هي عندما تكون النفس هامدة في الروح الفردية. وهكذا تكون المعادلة:

ر = ن + أ (روح = نفس + انطباعات)

ومن أجل أن تعود الروح الفردية إلى حقل الروح الكونية يجب أن تكون " ر = ن " أي يجب أن تكون " أ " = صفر. وبذلك نتوصل إلى صيغة حسابية للذهاب إلى الجنة أو للوصول إلى حالة التوحيد وهي " ر = ن + صفر"، أي عندما تكون الانطباعات تساوي صفر كي تذهب الروح الفردية إلى الجنة.

في المقالة المقبلة سنتكلم عن وسائل التخلص من الانطباعات

  السابق الرئيسية فوق التالي
____________________________________________________________________________________________________________________________
لقد تم نشر هذه المقالات في جريدة صدى البلد اللبناني في اثني عشر مقالة أسبوعية
جميع الحقوق محفوظة لمركز مهاريشي الصحي الثقافي، بيروت - لبنان
تم تحديث هذه الصفحة في 13/03/2011