![]() |
|
|
|
بعد أكثر من خمسمائة سنة من العصر العلمي المرتكز على المعرفة الموضوعية، بدأ العلم الحديث يلامس مصادر الطاقة الكونية التي تسيّر الكون، من أصغر ذرة إلى أكبر جرم يسرح في السماء. ومع هذه الاكتشافات العلمية، توصل العلم إلى تحديد الطاقة غير المحدودة الموجودة في داخل الإنسان، والتي هي تنظم كل مستويات حياته العقلية والجسدية وعلاقته مع الآخرين وتأثيراته على المجتمع من حوله. في هذه الاكتشافات العلمية، التي تتضمن اكتشاف "الحقل الموحد" كونه مصدر الوجود، واكتشاف نظرية دستور الكون" التي تقرر بأن الكون يعمل طبقاً لنظام محدد ودقيق، واكتشاف نظرية "الخطة الذكية" التي تظهر أن الكون قد انبثق طبقاً لخطة كانت جاهزة قبل الوجود، يأتي السؤال كيف يمكننا أن نصل إلى مصدر هذه الطاقة في داخلنا.
كيفية الوصول إلى مصادر الطاقة يقر المنطق العلمي أن الانتقال من مكان إلى آخر يتطلب وجود أداة تستطيع أن تكون موجودة في مناخ نقطة الانطلاق ومناخ نقطة الوصول، ومثال على ذلك، إذا أردنا الذهاب إلى القمر علينا أن نصنع مركبة تستطيع أن تتحمّل مناخ نقطة الانطلاق على الأرض وتتحمّل مناخ نقطة الوصول على سطح القمر. وهكذا إذا أردنا أن نصل إلى الحقل الموحد، الذي هو حقل مطلق غير ظاهر، علينا أن نستعمل أداة يمكنها أن تتواجد في الحقل المادي وكذلك يمكنها أن تدخل في الحقل الموحد المطلق، أي أن تكون آلة لها صفة الحقل المادي من جهة وصفة الحقل المطلق من جهة أخرى. في علوم فيزياء الكم هناك عنصر واحد له هذه الصفة وهو ما يعرف بـ "الكوارك" إي أنه العنصر الذي يتسبب بوجود الإلكترون والبروتون اللذان يتوحدان ويكونان الذرة الأولى. إذا كان هذا العنصر في الفيزياء هو العنصر الوحيد الذي يتحلى بهذه الميزة، فعلينا أن نجده ونستعمله من أجل الوصول إلى الحقل الموحد. إن ميزة الكورك هي أنه يبدأ من حالة الهمود أو السكون ويصل إلى حالة ديناميكية كبيرة من التذبذب ليعطي الإلكترون أو البروتون. ولكن كيف نستطيع أن نجد الكورك ونذهب بواسطته إلى الحقل الموحد؟ إن ذلك ليس ممكنا للإنسان أن يفعله، فالكورك هو عنصر من عناصر الخلق الكوني، أما على المستوى البشري فعلينا أن نجد ما له صفات الكورك وفي الوقت نفسه نستطيع أن نتحكم به ونستعمله. إن ما يستطيع أن يتحكم به الإنسان هو الشيء الذي يكون ضمن نطاق نفوذه، والشيء الذي له صفات مشابهة لصفات الكورك، وبعد طول بحث، أنه ليس سوى الصوت. فالصوت يمكنه أن يبدأ من فكرة صامت ساكنة ويصل إلى أعلى دينامكية في الصراخ. ونحن نريد أن نأخذ هذه الفكرة من مستواها السطحي ونغطس بواسطتها في أعماق ذاتنا إلى مستوى السكون المطلق، وبذلك نكون قد نقلنا عقلنا الواعي من المستوى المادي السطحي إلى المستوى العميق المطلق. وبهذه العملية نكون قد دخلنا في الحقل الموحد الذي هو الوعي الصافي الموجود في داخلنا. وسيلة معتمدة علمياً من أجل معرفة كيفية الوصول إلى الحقل الموحد هناك وسيلة وحيدة وفريدة من نوعها تستطيع أن تأخذ العقل الواعي من المستوى السطحي إلى المستوى المطلق، وقد خضعت هذه الوسيلة لكثير من التجارب والأبحاث العلمية خلال الخمسين سنة الماضية، هناك أكثر من ستمائة دراسة علمية تثبت إمكانية هذه الوسيلة في أخذ الإنسان من المستوى السطحي إلى مستويات الطاقة غير المحدودة في داخله. هذه الوسيلة ليست سوى تقنية التأمل التجاوزي المعروفة عالمياً والتي يمارسها أكثر من ستة ملايين شخص حول العالم، ويصرح الأشخاص الذين يمارسون تقنية التأمل التجاوزي عن منافع جمة في مستويات حياتهم بشكل عام. فهي تحسّن الطاقة العقلية عند الإنسان بما في ذلك الذكاء والإبداع والذاكرة المقدرة على التعلم والصفاء الذهني، وأيضاً تساعد على الحفاظ على صحة جيدة فهي تلعب دور وقائي ودور علاجي، كما أنها تقنية فاعلة للتخلص من مرض العصر المعروف بالـ stress أي الضغوط والإجهاد، وأيضاً تساعد على التعامل الأفضل في المجتمع وعلاقة أفضل مع الآخرين، إضافة إلى أنها تساعد على تماسك الوعي الجماعي الأمر الذي يؤدي إلى حياة اجتماعية أفضل. في مقالات أخرى سوف نتعمق بمنافع هذه الوسيلة العلمية ونشرح كيفية ممارستها من أجل تطوير طاقاتنا البشرية. لمزيد من المعلومات راجع الموقع: http://www.arabictm.org |
|
![]() ![]() |
![]() |