الزمن - الجزء الرابع
 

  الشبكة العالمية موقع الإشراق

 

Home المدخل
Up فوق
الزمان - الجزء الأول
الزمان - الجزء الثاني
الزمان - الجزء الثالث
الزمن - الجزء الرابع

اشترك في مجلة الإشراق

انتساب
إلغاء الانتساب

صمم هذا الموقع

أين نحن الآن؟

حسب التقويم الفيدي، نحن الآن في السنة الواحدة والخمسون من عمر براهما، أي لا يزال أمام الكون تسعة وأربعون سنة من عمر براهما، وفي كل سنة يوجد ثلاثمائة وستون نهاراً وثلاثمائة وستون ليلاً، ومجموع كلٍ من النهار الواحد أو الليل الواحد أربع مليارات وثلاثمائة وعشرون مليون سنة. أما في يوم براهما الذي نعيش فيه الآن، فهو مقسم كما يلي:

يقسم يوم براهما إلى أربعة عشر جزء تدعى منفانتارا، ويوجد بين الجزء والأخر مرحلة انتقالية تسمى الشفق، يبدأ النهار بالشفق، وينتهي بالشفق، وبذلك يكون هناك خمسة عشر شفقاً منفانتارا. في كل منفانتارا يبدأ الجنس البشري مع بدايتها وينقرض في نهايتها.

يتكون المانفانتارا الواحد من واحد وسبعين جزء تدعى مهايوكا، ومدة كل مهايوكا واحد هي أربع ملايين وثلاثمائة وعشرون ألف سنة أرضية. وهي تشكل العصور الكونية الأربعة.

طبقاً للتقييم الفيدي، نحن الآن في المنفانتارا السابعة، في المهايوكا الثامنة والعشرين، وقد انقضى من هذه المهايوكا، ثلاثة عصور وهي السات يوكا والتريتا يوكا والدويبارا يوكا، ونحن في عصر كالي يوكا الذي ابتدأ في 17 شباط فبراير سنة 3102 قبل الميلاد.

تجدر الإشارة إلى أن عدد الثواني في النهار الواحد في حياتنا هو 12 ساعة × 60 دقيقة × 60 ثانية، ما يساوي 43200 ثانية، أي أن كل ثانية في يوم براهما تساوي مائة ألف سنة أرضية. وهذا التطابق يدل على صحة التقسيم الزمني.

الله عبر الزمن

إن تعداد السنوات التي مرت بها الخليقة يجعنا نسأل عن الدور الإلهي في كل هذا. تقول الروايات الفيدية أن براهمان هو ملازم للخليقة في كل مراحل والوجود. وتروي الفيدا أن الله أو براهمان، يتدخّل دوماً مع الإنسان لإرشاده إلى الطريق الذي يريده الله أن يوجه الخليقة بها. في عصر السات يوكا عندما يكون الميل التلقائي للإنسان في حياة التقوى والتقشف والنسك، يتدخل الله من خلال رسله لإرشاد الإنسان إلى طريقة العيش في الحياة المادية، وفي عصر الجهل أي العصر الذي نعيش فيه الآن، يتدخل الله من خلال رسله أيضاً لإرشاد الإنسان إلى طريقة العيش بالتقوى والوعي والتطور.

لقد ورد في الروايات الفيدية أن التدخل الإلهي قد تم في تسع مرات رئيسية في هذه الخليقة الحاضرة، في كل مرة من المرات التسع يستوجب مرور الحياة بمرحلة من التحول الكبير، فيتطلب تغيير جوهري في المفاهيم الحياتية والبشرية، ولكن لا يقتصر التدخل الإلهي على تسع مرارات عند التحولات الكبيرة فحسب، بل يتدخل باستمرار للتأكيد على الرسالة عبر الأجيال. وفي الروايات الفيدية أيضاً، أن الله سوف يتدخل في مرحلة أخيرة في نهاية عصر الجهل، أي بعد حوالي أربعمائة وستة وعشرون ألف سنة، فيتجسد برسول عظيم اسمه كالكي. يأتي كالكي كي يحضّر إلى مرحلة الانتقال من عصر الجهل كالي يوكا،  إلى عصر الحق سات يوكا. كما أتى من قبله كريشنا في نهاية عصر دوبارا يوكا كي يحضّر لعصر الجهل، وكان معه فيدا فياسا الذي كتب الفيدا وبوّبها كي يحفظها بشكل موثق للبشر في عصر الجهل. وأيضاً كما أتى رام في نهاية عصر تريتا يوكا كي يحضّر لعصر دويبارا يوكا. إن نظام التحضير للفصل القادم هو أيضاً ضمن القوانين الطبيعية التي يعيشها البشر، فالإنسان يحضر في فصل الربيع لفصل الصيف، وفي الصيف يحضر للخريف والخريف يحضر للشتاء وهكذا، وعبر العصور الكونية يعمل النظام الكوني دوماً على التحضير للعصر القادم.

النور في الظلمة

بما أن الطبيعة الإلهية لا تسمح بضياع المعرفة، ولا تسمح بأن يسود الجهل بشكل تام، تعمل هذه الطبيعة الإلهية في إشعال ومضات من النور في ظلمت الجهل. في عصر الكالي يوكا، وهو عصر الجهل سوف يتدخل الله بشكل متكرر كي يرشد البشرية إلى طريق الخلاص للوصول إلى عصر الحق السات يوكا. ويكون هذا التدخل بوسائل مختلة تارة من خلال الرسل والأنبياء، وطوراً من خلال العلماء والمفكرين وطوراً أخرى من خلال القادة وغيرهم من الذين يكشفون ناحية من نواحي المعرفة لمنفعة البشرية.

لقد أظهرت الاكتشافات العلمية أن الكون كله وبكل محتوياته الكبيرة والدقيقة تسير طبقاً لنظام دقيق سمي دستور الكون. وهذه النظام ما يعرف بالديانات بالنظام الإلهي. إن كل ما يحدث في هذه الكون لا يمكن أن يحدث سوى بإرادة الله. وهكذا إن جميع الاكتشافات العلمية هي بإرادة الله الذي يلهم عقل العالم والمكتشف، فيضع الله الإنسان أمام الامتحان في كيفية استخدام ما تم اكتشافه. وكلما استخدم الإنسان اكتشافاته لمنفعة الجميع، كلما ترقى الإنسان إلى مستويات أعلى من التطور. لقد أعطى الله الإنسان حرية الخيار ومقدرة الإدراك، وعلى الإنسان أن يساهم في تحقيق غاية الوجود في التقدم والتطور. وهكذا يبقى الله متدخلاً في الخليقة على مر الزمن، يمنعها عن الضياع التام في متاهات الجهل المظلمة، ويدفعها للاستمرار في التقدم لتحقيق غاية الوجود.


Back السابق Home المدخل Up فوق