العصور الكونية
خلال الوحدة الزمنية الواحدة أي خلال 12 ألف سنة كونية، تكون المجرة التي
نعيش فيها قد دارت دورة كاملة حول محور كوني، لم تتوصل العلوم الحديثة إلى
تحديده بعد، هذا المحور يشكل حسب العلوم الفيدية؛ أربعة عصور لها تأثير على
تفتح الوعي في المادة. وهذه العصور هي:
-
سات يوكا، أي عصر النور والحقيقة، وهو العصر الذهبي، في هذا العصر يكون
الوعي متفتحاً بمستوياته الأعلى، وتتحلى الكائنات الحية بصفة العرفان
والفضيلة والتوافق مع القانون الطبيعي، ويدوم هذا العصر 4800 سنة كونية
منها 400 سنة كونية لشروقه و4000 سنة كونية لكماله، و400 سنة كونية لغروبه،
ويحتسب مجموع عدد سنواته الأرضية بمليون وسبعمائة وثمانية وعشرون ألف سنة.
يكون عمر الإنسان في هذا العصر طويل جداً، كما يكون للإنسان الخيار في ترك
جسده عندما يشاء.
-
تريتا يوكا، أي العصر الثلاثي، وهو العصر الفضي، ويكون الوعي فيه متفتحاً
بنسبة لا تتعدى ثلاثة أرباع طاقته، في هذا العصر تبدأ الكائنات الحية
بالابتعاد عن التوافق مع القانون الطبيعي فتواجه الصعوبات الحياتية، ويظهر
بذلك مفاهيم الكفاح والجهد والتصميم وقوة الإرادة. يدوم هذا العصر 3600 سنة
كونية منها 300 سنة كونية لشروقه و3000 سنة كونية لكماله، و300 سنة كونية
لغروبه، ويحتسب مجموع عدد سنواته الأرضية بمليون ومائتي وستة وتسعون ألف
سنة. ويكون فيه معدل عمر الإنسان عشرة آلاف سنة.
-
دوابارا يوكا، أي العصر الثنائي، وهو العصر البرونزي، ويكون الوعي فيه
متفتحاً بنسبة لا تتعدى الربعين أي نصف طاقته، وفي هذا العصر تتابع
الكائنات الحية ابتعادها عن التوافق مع القانون الطبيعي فتواجه صعوبات
حياتية أكثر، ويظهر في هذا الوضع مفاهيم التبرير والتفسير والجدل
والاستدلال والمزيد من الكفاح والجهد ووضع أسس تنظيم حياة الإنسان. يدوم
هذا العصر 2400 سنة كونية منها 200 سنة كونية لشروقه و2000 سنة كونية
لكماله، و200 سنة كونية لغروبه، ويحتسب مجموع عدد سنواته الأرضية ثمانمائة
وأربعة وستون ألف سنة. ويكون فيه معدل عمر الإنسان ألف سنة.
-
كالي يوكا، أي عصر الجهل، وهو العصر الحديدي، في هذا العصر لا يتعدى تفتح
الوعي نسبة الربع من طاقته، وفي هذا العصر تزداد الكائنات الحية في
ابتعادها عن التوافق مع القانون الطبيعي وتفتقد الحكمة بين البشر، فيتوجهوا
إلى ابتداع قوانين تضللهم وتظلمهم وتزيد من معاناتهم، ما يدفعهم إلى الخصام
والعراك والحروب، وتظهر الأوبئة والأمراض والكوارث الطبيعية على أنواعها،
ويضيع اهتمام الإنسان الروحاني، فيتجه إلى التمسك بالمادة، إلى أن ينهار
المجتمع وتنهار القيم ويسقط الإنسان إلى أسفل السافلين، ما يعطي الأمل بنور
جديد، يجعل بنهاية عصر الجهل انطلاقة لدورة جديد من العصور الكونية
الأربعة. يدوم هذا العصر 1200 سنة كونية منها 100 سنة كونية لشروقه و1000
سنة كونية لكماله، و100 سنة كونية لغروبه، ويحتسب مجموع عدد سنواته الأرضية
بـأربعمائة وأثني وثلاثون ألف سنة. ويصل فيه معدل عمر الإنسان مئة سنة. لقد
ابتدأ عصر الجهل "كالي يوكا" في 17 شباط فبراير سنة 3102 قبل الميلاد. وهنا
لا بد أن تجدر الإشارة أن في عصر الجهل لا بد من وجود ومضات من النور، إذ
أن النظام الكوني لا يسمح للجهل أن يسود بشكل تام، فقد يأتي من يعطي
المعرفة ومن يرشد الناس إلى الطريق المستقيم، مفسحاً الفرصة للبشرية في
السير في طريق الحق والنور. ولكن سرعان ما تضلل البشرية من جديد، ولكن
النظام الكوني يعود ويرسل مرشداً جديداً، ويستمر ذلك حتى نهاية عصر
الجهل.
مع هذه العصور الأربعة تكون قد انقضت وحدة زمنية واحدة من ألف وحدة في نهار
براهما. وتكون مدتها مجموع سنوات العصور الأربعة ما يساوي أربعة ملايين
وثلاثمائة وعشرون ألف سنة أرضية. وبتكرار هذه الدورة الزمنية ألف مرة في
نهار براهما تقدر الفيدا حياة الخليقة التي نعيش فيها، أربع مليارات
وثلاثمائة وعشرون مليون سنة. وبعد ذلك تصل خليقتنا إلى الفناء، وبعد انقضاء
ليل براهما الذي يساوي نهاره، تعود الخليقة وتنطلق من جديد وبنفس الطريقة،
ويستمر ذلك لمدة وثلاثمائة وستون مرة لتنتهي سنة واحدة لبراهما الذي يعيش
مئة سنة. |