ديانة العلم
يصبو
الوعي البشري دائما إلى الكمال لأن الإنسان مخلوق واع ويدرك ما هو الصواب وما
هو الخطأ، ويعرف بشكل غريزي أن قدراته هي أكثر بكثير مما يستخدم في
حياته اليومية، لذلك نرى الإنسان وفي كل العصور، وحتى منذ ما قبل
التاريخ البشري المعروف، يبحث باستمرار عن ما يمكنه أن يصل به إلى
الكمال.
وضع الإنسان معايير للكمال، فشخّصها بصفات فائقة،
سماها الصفات الإلهية، وعرف أن هذه الصفات هي تلك التي يستطيع جهازه
العصبي أن يصل إليها، لذلك نرى في كل الحضارات وكل الديانات ما يشير
إلى قدرة الإنسان ورغبته في الوصول إلى الكمال.
أما في عصرنا هذا، العصر العلمي الذي لا يقبل بأي
شيء إلا إذا تم إثباته علمياً، فنجد الإنسان يدور ويدور ومن ثم يعود ويكتشف
إمكانياته وقدراته غير المحدودة التي هي بذاتها واردة في الحضارات القديمة
والديانات عبر كل العصور.
هذه المجموعة من المقالات هي هدية لكلّ من يريد أن
يتمتع بجماليات الوجود. وكما يقول المثل الشعبي: "كل الدروب تؤدي إلى
الطاحونة" كذلك نستطيع القول أن كل الديانات تؤدي إلى الله، ونضيف أن
العلم الحديث يكتشف الآن تلك الحقيقة، فهل سيصبح العلم ديناً نقتدي به
للوصول إلى الله، ونضيف له رمزاً آخر إلى الرموز الدينية.
مع فائق التقدير
سليم حداد
|