اضغط هنا لتعود إلى صفحة الموقع الرئيسية فنّ العمل
 

  موقع الإشراق الشبكة العالمية

Home المدخل
Up فوق
فن الحياة
إمكانية الإنسان الكاملة
استعمال الإمكانية الكاملة
الاستفادة التامة من البيئة
الاستفادة من القوّة الكلية القدرة
فنّ الكينونة
فنّ التفكير
فنّ التكلم
فنّ العمل
فنّ السلوك
السلوك والبيئة المحيطة
مفتاح إلى الصحة الجيدة
التربية
إعادة التأهيل
الاستجمام وتجديد النشاط
الصواب والخطأ
الحياة في الحرية
مشكلة السلام العالمي

 

فنّ العمل

 

هناك مثل شعبي في الهند يقول بأنّ نجاح عمل الرجال العظماء يعتمد على نقاوة قلوبهم وليس على الملحقات. هذا المثل باللغة السنسكريتية، فيه المغذى العميق.

عندما عالجنا القانون الكوني، أوضحنا بأنّه عندما يثبت العقل في النقاوة المطلقة للوعي، يصل إلى التنسيق الكامل مع قوانين الطبيعة. إنّ سرّ النجاح في كسب التأثير المفضل من القوانين الطبيعية التي تقود عملية تطور الكائنات كلّها. لذلك سنوجد فنّ العمل أساساً في فنّ التأمل التجاوزي، الذي يجرف كلّ شوائب العقل بسهولة ويتركه في النقاوة وبالانسجام مع قوانين الطبيعة. هذا هو، وبشكل أساسي، فنّ العمل من أجل كلّ النجاح.

في توضيح فلسفة العمل وفي تعاملنا مع "الكارما وفنّ الكينونة" أوضحنا بأنّ فنّ الكينونة يقع في أرضية فنّ العمل لأن جاذبية وقوّة العمل تعتمد على جاذبية وقوّة التفكير؛ وبدورها، تعتمد على جاذبية وقوّة الكينونة. إذا كانت الكينونة قوية، سيكون التفكير قوياً و سيكون العمل قوياً. أما إذا لم تكن الكينونة في العقل الواعي، فسيكون التفكير بلا حياة و سيكون العمل ضعيفاً وأقل فعالية.

للحصول على العمل الأكثر فعّالية، يتطلب ذلك أن يكون التفكير فعّال أكثر، والتفكير الفعّال الأكثر، يتطلب كينونة فعّالة أكثر في طبيعة العقل. لذلك إن قاعدة فنّ العمل هي في فنّ الكينونة، والتقنية لتحقيق ذلك تكمن في ممارسة التأمل التجاوزي.

تعتمد نوعية العمل على نوعية الفاعل والظروف وسرعة تقبل العمل في الطبيعة والبيئة المحيطة بالفاعل. قد يكون الفاعل من النوعية الجيدة ويمتلك عادات حسنة ونقاوة الحياة، ويكون قويا في العقل والتفكير الواضح؛ ولكن إذا كانت الظروف والبيئة المحيطة غير مفضّلة للعمل، لن يكون عمله مثمراً. في الفصل "كيف نستفيد استفادة تامة من البيئة المحيطة" عالجنا بالتفصيل كيف أنه من خلال ممارسة التأمل التجاوزي، تصبح البيئة المحيطة والظروف منسجمة وداعمة لاكتمال الرغبة والعمل.

ومن جهة أخرى، إن فنّ العمل هو في أداء العمل بالكمية الدنيا للطاقة المستهلكة وبالكمية القصوى للعمل المنجز؛ هكذا تكون الكفاءة في العمل هي الأكبر. وبذلك تكون النوعية والكمية الناتجة عن العمل هي الأكثر، بينما يكون استهلاك الطاقة أقل.

إن الجهد الأقلّ والكمية القصوى للكسب إلى الفاعل وإلى البيئة المحيطة هو فنّ العمل. يكافئ كلٌّ من الفرد والكون بوفرة بواسطة فنّ العمل.

هناك ناحية أخرى لفنّ العمل هي في المهارة في العمل. تعني المهارة في العمل بأن يكسب الفاعل سروراً عظيماً خارج العمل لكن، في نفس الوقت، يبقى متحرر من التأثير الملزم للعمل ومن التأثير الملزم من ثماره. إنّ المهارة في العمل هي بأنّ يكون عقل الفاعل موضوع على مستوى الغبطة والذكاء الخلاق غير المحدودة للكينونة لكي يبقى مطمئناً دائماً، ويعمل عملاً أكثراً وينجز أكثر في الحياة اليومية. بإنجاز "أكثر" نعني العمل بكفاءة أكثر وبكمية أكبر للنتائج الأفضل والأكثر. إذا تم أداء ذلك بينما يبقى الفاعل في الحرية، يكون ذلك المهارة في العمل أو فنّ العمل.

إن فنّ العمل هو بأن يكون تقدّم العمل ومتعة ثماره، وبالرغم من أن الفاعل محدد بشكل كامل بفكرة العمل، وببقائه في حالة الحرية الأبديّة، يكون مشبعاً بوعي الغبطة للكينونة المطلقة. لذلك يتطلّب فنّ العمل بأن تكون الكينونة مشبعة في طبيعة العقل، ومن خلاله، يتم جلبها لتعبر عالم الأشكال والظواهر.

هكذا، باختصار، يكمن فنّ العمل في اختراق المستويات الأعمق أولاً لبحر العقل ومن ثم في أخذ العقل إلى مصدر التفكير، الذي هو حقل الكينونة حيث يبدأ عمل التفكير. تمكّن هذه العملية الإمكانية الكاملة للعقل للانشغال في عملية التفكير، وفي نفس الوقت، يغطس في حقل الكينونة.

بهذه الطريقة يصبح الحقل الكامل للفكرة والعمل وسيلة للكينونة المطلقة التجاوزية في المجيء إلى الحقل النسبية وتتذبذب من خلال الفكرة والعمل. هكذا يصبح الحقل الكامل للفكرة والعمل وثماره ممتعاً وساراً، لأن قوانين الطبيعة وكلّ البيئة المحيطة ستدعم عملية إنجاز الرغبة واكتمالها. إن هذا وكأن الخليقة بالكامل تأخذ الأمر على عاتقها لإنجاز الفكرة والعمل التي ظهرت. تصبح الفكرة فكرة إلهية. ومن ثم يصبح العمل الوسيلة لإنجاز الغاية الإلهية بينما، وفي نفس الوقت، يخدم غاية الفرد إلى القدرة القصوى. في إنجاز الغاية الإلهية، تكسب غاية الحياة الفردية مرحلة مجيدة.

هذا هو فنّ العمل. يستوجب فقط أن يغطس الفرد بالعمق في داخل ذاته قبل أن يبدأ بالعمل، أما عملية التفكير الكاملة والعمل فيما يلي، يأتي بشكل آليا من قالب فنّ العمل، حيث يكون العمل مفيداً للفاعل وللكون ويترك الفاعل في الحرية الأبديّة.

يجب على العمل أن ينجز للمنفعة الكاملة للفاعل. في هذا الاعتبار، يجب أن يكون أمان الفاعل هو الاهتمام الأول، وبكلمة أخرى، لا يجب أن يتقيد الفاعل بقيامه بالعمل. يجب أن لا يمسّ الفاعل أي من التأثير الملزم للعمل أو التأثير الملزم لثمار العمل. هناك فهم قليل جداً حول التأثير الملزم للعمل في العالم اليوم. يتم إنجاز العمل فقط من أجل إرضاء المستوى الحسّي للحياة. هذا لأن هناك فهم قليل جداً عن الكينونة. لهذا السبب لم يتم التفكير بالعمل من ناحية مستوى الكينونة ويعتبر بأنه موجود فقط على مستوى العقل والحواس والجسم والبيئة. نجد بأن المجال الكامل للحياة اليوم موجود على مستوى سطحي جداً.

عندما نعالج فنّ الحياة يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الحقل الكامل للحياة. وفي قيامنا بذلك بأخذ بعين الاعتبار الكينونة والتفكير والعمل والجوّ - كلّ حقول الحياة. لذلك إن مجال العمل يجب أن لا ينظر إليه فقط من ناحية إكماله وما سيثمر، لكن أيضاً من ناحية الانطباعات والتأثيرات التي يخلقها في الفاعل وفي البيئة المحيطة الخارجية.

إنّ النقاط الرئيسية لفنّ العمل هي التالية:

سوف نأخذ هذه المواد واحدة تلوى الأخرى ونتعامل معها بتعمق، لأن فنّ العمل المكوّن الأساسي لفنّ الحياة.

Back السابق Home المدخل Up فوق Next التالي