اضغط هنا لتعود إلى صفحة الموقع الرئيسية الاستفادة من القوّة الكلية القدرة
 

  موقع الإشراق الشبكة العالمية

Home المدخل
Up فوق
فن الحياة
إمكانية الإنسان الكاملة
استعمال الإمكانية الكاملة
الاستفادة التامة من البيئة
الاستفادة من القوّة الكلية القدرة
فنّ الكينونة
فنّ التفكير
فنّ التكلم
فنّ العمل
فنّ السلوك
السلوك والبيئة المحيطة
مفتاح إلى الصحة الجيدة
التربية
إعادة التأهيل
الاستجمام وتجديد النشاط
الصواب والخطأ
الحياة في الحرية
مشكلة السلام العالمي

 

كيف نستفيد استفادة تامة من القوّة الكلية القدرة للطبيعة

 

في تحديد الإمكانية الكاملة للإنسان، نجد بأنه، في حين تبدو الشخصية الفردية للإنسان بوضوح مقيدة بالزمان والمكان والسببية، تلامس حدود الحياة الفردية بشكل فعلي الأفق غير المحدود للحياة الأبديّة. وحفظنا بأنّ الإنسان هو ليس فقط جزء من الذكاء القدسي، فالحياة الفردية ليست فقط موجة على سطح بحر الحياة الأبديّة، ولكن الفرد أيضاً يملك القدرة على اختراق الحقل غير المحدود للحياة الكونية ويستمد منه السلطة المطلقة للكينونة في الحدّ الأقصى.

لقد رأينا أيضا في فصل "كيف نتّصل بالكينونة" بأنّ الأمر لا يقع فقط ضمن قدرة كلّ فرد على الاتصال والعيش بالكينونة المطلقة في حياته اليومية، لكنه بسيط وسهل لكلّ شخص لقيام به. ولقد رأينا أيضاً في فصل "الحياة كونية" بأنّه من السهل لكلّ فرد أن يضع نفسه في لوحة مفاتيح التحكّم بكلّ قوانين الطبيعة ويستعمل القوّة العظمة للطبيعة طبقا لرغبته أو حاجته أو راحته.

عندما يكون من المكن للإنسان أن تتغلغل قيمة الكينونة التجاوزية في الطبيعة الحقيقية لعقله، وبصرف النّظر عن وضع العقل في كل من حالات اليقظة أو الحلم أو النوم العميق، ومن ثمّ يكتسب وبشكل طبيعي مستوى الكينونة التي هي مصدر الإلهام، أي الركيزة الأساسية لكلّ قوانين الطبيعة كي تعمل، يكون الإنسان قد وضع نفسه في موقع يصبح فيه قادراً بشكل طبيعي على استعمال القوّة الكلية القدرة في لطبيعة.

قد يبدو هذا الأمر غريباً إلى أولئك الذين يفهمون القيمة الكينونة بشكل محدود ، وللذين لم يبدؤوا بعد بممارسة التأمّل التجاوزي، لأنه على الإنسان الذي لا يزال ممسكاً بتوتّرات الحياة اليومية، والذي يجد أمامه العديد من المشاكل المعقّدة وغير المحلولة في الحياة، أن يعلم بأن قادراً على وضع نفسه حيث يستعمل القوّة الكلية القدرة للطبيعة بما يفوق الخيال. قد يعتبر ذلك رحلة للمتعة والهوى، والتي ليس لها تأثيراً على الحياة العملية. لكن، وبكلّ إخلاص نقول بأنه قد دُوّن، وقد كُتب، وقد قُدّم إلى بيت كل الناس البسطاء والجهلة والأبرياء في العالم والذين يمرّون بالمعاناة الكثيرة في حياتهم، ومع ذلك هم في وضع للارتفاع فوق كلّ التعاسة وتوتّرات الحياة ولجعل كلّ ظروفهم مفضّلة لأنفسهم وموافقة لكلّ التطور المحتمل لحياتهم.

من أجل أن نستعمل القوّة الكلية القدرة للطبيعة، يجب على الفرد أن يضع نفسه بشكل فعلي في أيدي القوّة الكلية القدرة للطبيعة. من أجل أن يتمن الابن استعمال منزلة ثراء أبيه المليونير، من الضروري له فقط أن يُبدي رغبة لطاعة الأبّ. إنّ حب الابن وعطف لما هو أبّيه، سيجلب كلّ تأثير وكل قوّة من الأبّ إلى الابن. هذه مشابهة لتقنية الاستفادة استفادة تامة من القوّة الكلية القدرة للطبيعة.

لكي نستمد القوّة العظيمة التي نحتاج لاستعمال القوّة الكلية القدرة للطبيعة، يجب على الفرد أن يضع نفسه بالكامل في أيدي الطبيعة القوية. إذا كان الفرد قادراً على تقديم نفسه إلى الطبيعة، ستردّ له طبيعة حاجاته. إن صفى جلية القوة وكلية المحبة هي اليدّ الكلية القدرة للطبيعة، لأن كلّ قوانين الطبيعة هي من أجل خلق وتطور كلّ الكائنات ومخلوقات الكون أجمع.

ليس هناك لطف أعظم من لطف الطبيعة، التي تتحرك فقط باتجاه واحد لجلب الاكتمال للتطور والحياة لكلّ الأشياء وفي كلّ مستوياته من التطور وتحت كلّ الظروف. عندما يُعاقب إنسان، بسبب بعض الآثام، من قبل الطبيعة ويعاني بسببه، يكون ذلك أيضاً مظهر من اللطف والمساعدة من الطبيعة. إذا لطّخ الطفل نفسه بالطين، ستقوم أمّه بمسح الطين عنه. حتى وإن كانت عملية مسح الطين غير محبّبة من قبل الطفل، تكون مفيدة له لأن الطين يمكن أن يؤذي جلده. لا يفهم الطفل، وعلى أية حال، مقدار الضرر الذي يجعله الطين ويثور ضدّ جهود أمّه.

عندما يجري طبيب عملية جراحية لمريض، يشق الجسم بكلّ لطف وعطف، ورغبة بمساعدة المريض، لكنّ يمكنه فقط أن يبدأ بالعملية الجراحية بعدما يعطي المريض نفسه بالكامل إليه. يجب على المريض أن يضع نفسه تحت رحمة الطبيب وعندئذ يمكن للطبيب إجراء العملية لمنفعة المريض. بنفس الطريقة، إذا قدّم الفرد نفسه إلى الطبيعة، تبدأ طبيعة بالعمل عليه وكلّ ما تقوم به الطبيعة يكون من أجل تطوره الخاص ومنفعته. لذا، لكي نستفد استفادة تامة من القوّة الكلية القدرة للطبيعة، يجب على الفرد أن يقدّم نفسه بالكامل إلى تلك المشيئة الكلية القدرة.

رأينا في الجزء السابق عن، "كيف نستفيد استفادة تامة من البيئة المحيطة" أن المبدأ الرئيسي يكمن في العطاء من أجل الكسب. لذا إن مبدأ إعطاء الذات إلى اليدّ الكلية القدرة للطبيعة تمكّن الفرد من الاستفادة استفادة تامة من القوّة الكلية القدرة للطبيعة. من المؤكد أن لا يستطيع الإنسان فهم كلّ قوانين الطبيعة بشكل منطقي، ولا يمكنه أيضاً أن يشعر ما هي قوّة الطبيعة في مكان ما وفي وقت ما متأكّد لفرد ما.

إن كلّ هذه المفاهيم العقلية حول قوانين الطبيعة، في محاولة وضع الفرد نفسه بالتوافق مع الدفق الطبيعي للتطور المحكوم بالطبيعة، هي مستحيلة بشكل مادي. إن العملية الثابتة والأبديّة للخلق وتطور التنوع المتعدّد للخليقة هو معقّد جداً ومتنوّع في طبيعته بأنه فقط الذكاء الكلي القدرة الذي يمكن أن يضع كل لشيء بانتظام عملي. من غير الممكن فهم كلّ أعماق التعقيد وتنوع الظروف التي تشكّل المدى غير المحدود للكون. لكن هناك عامل واحد في الحقل الكامل للخليقة الذي عليه يمكن للفرد أن يسند محاولته كي يلتقي بنظام قوانين الطبيعة: أن كلّ قوانين الطبيعة تعمل في اتجاه التطور.

إن هذا التدفق الأحادي الاتجاه للطبيعة لأخذ كلّ شيء إلى التطور الأسمى هو التدفق الذي فيه يمكن للفرد أن يضع نفسه بشكل واعٍ للسماح للطبيعة كي تعمل عليه – إنه التدفق الطبيعي لتطور الفردي بالتوافق مع التطور الكوني.

إنه لأمر ممكن، ولحسن الحظ، نشكر التقليد العظيم لممارسي اليوغا في الهند، كما نشكر بركات شري غورو ديف. لقد تم جلب نظام بسيط من التأمّل التجاوزي إلى جيلنا الحالي، وبهذه التقنية يمكن أن يوضع وعي الفرد بسهولة على مستوى التدفق الطبيعي للتطوّر، الذي هو المستوى الأساسية وفيها تعمل كلّ قوانين الطبيعة. فقط إذا وضع الفرد وعيه على ذلك المستوى من الممكن وضع حياته الكاملة على المستوى الأساسي لعمل القوّة الكلية القدرة للطبيعة.

عندما قدّم الفرد نفسه بهذا الأسلوب إلى القوّة الكلية القدرة للطبيعة الأم، سيكون الفرد الطفل المطيع والخاضع والمحبّ الذي سيتمتّع بالتأكيد بكلّ القوّة الإلهية.

هذا الطريق البسيط لاستعمال كلّ القوّة هائلة من الطبيعة. تجد الحياة اكتمالها في الخضوع والاستسلام، والولاء، خسران النفس، واكتساب قوّة الكلي القدرة. من هنا تنبع عقيدة الولاء والاستسلام، لكن قاعدة كلّ هذا هي، وكما رأينا في القسم عن "الحياة"، أن حياة الفرد نسبية ومطلقة، كلاهما سوية، إن الفرد باتصال دائم بالكينونة المطلقة، ولكن عليه تثبيت الاتصال الواعي فقط.

رأينا في "التأمّل التجاوزي" بأنّ الممارسة ليست بحاجة إلى أيّ شيء من ناحية الفرد ماعدا البراءة والبساطة، وهو لا يلزم أن ينتج أيّ جهد لذلك. يجب أن يكون مجرد من أيّ مسرحيّة عقلية أو أي حية عاطفية. إن مثل هذه البساطة والبراءة هي مغروسة بعمق في الطبيعة الحقيقية لكلّ فرد. ها هي تقنية استسلام الفرد إلى القوّة الكلية القدرة للطبيعة والوصول إلى الحقل الأبدي المطلق للذكاء القدسي. بعد أن يصل إلى ذلك المستوى، يبدأ الفرد بالتمتّع بالقوّة الكلية القدرة للطبيعة بشكل آليا، ما يعطيه منعة عظيمة. عندما نقول أن الفرد يبدأ بشكل طبيعي بالتمتّع بالقوّة العظمى للطبيعة، نعني بأنّ ذلك يكون ممكناً على ذلك المستوى القوي للطبيعة وليس على مستوى الفهم البشري أو الحياة البشرية.

هكذا نجد بأنّه ممكناً جداً عيش الحياة على مستوى القانون الكوني، من الطبيعي التمتّع بالقوّة الكلية القدرة للطبيعة الأم، لكن ليس من الممكن فهم تلك القوّة القوية أو القانون الكوني ومكوّناته المختلفة وتعقيداته. لهذا إن تقنية كيفية الاستفادة استفادة تامة من القوّة الكلية القدرة للطبيعة ليست على مستوى التفكير أو الفهم أو المنطق أو التمييز، أو الشعور. إنها على مستوى الكينونة.

لا يكون حقل الاستسلام أبداً على مستوى التفكير؛ إنه على مستوى وجود الكينونة فقط. هناك الكثير من الذين يريدون الاستسلام إلى الله أو إلى الطبيعة الأم، والذين حاولوا الاستسلام على مستوى التفكير. إنهم يتصنعون مزاج الاستسلام إلى الله، ويكون صنع المزاج على المستوى التفكير الواعي السطحي.

ما لم يكون مستوى الكينونة في مستوى الطبيعة الكلية المقدرة، لا يتمتّع الفرد بالقوّة الكلي القدرة. بمجرد التفكير بأني "استسلمت إلى الله" ونصنع مزاج بذلك الاستسلام، سوف يؤدي ذلك فقط إلى البلادة والانحطاط  من ناحية الفرد ويحرمه الفرصة للتقدّم في الحياة. إن الاستسلام الحقيقي إلى الله لا يمكن أن يكون على مستوى التفكير. إن هذا الإحساس من الاستسلام هو دائماً على مستوى الكينونة،  وما لم يتم اكتساب مستوى الكينونة بشكل واعٍ من قبل العقل، ستؤدّي أيّة محاولة في تصنع مزاج الاستسلام فقط إلى الانحطاط الوهمي في الحياة الفردية وليست إلى التناغم الكبير والناجح مع القوّة الكلية القدرة للطبيعة.

ما لم يتجاوز العقل الواعي التفكير والشعور، فلا يستطيع الوصول إلى مستوى الكينونة. وما لم يكن الوعي الفردي متغلغلاً بحالة الكينونة الإلهية، فلا تظهر حالة الاستسلام. طالما بقي الفرد على مستوى التفكير، يحافظ على هويته، لأن بالحفاظ على الفكرة، حتى فكرة الاستسلام، على الفرد أن يبقى مفكّراً فردياً. طالما تحافظ الفردية على ذاتها، لا يمكن لحالة الاستسلام أن تكون.

هذه النقطة الضعيفة في فهم عقيدة الاستسلام؛ الاستسلام إلى مشيئة الله الكلي القدرة، الاستسلام إلى الطبيعة الكلية القدرة، هي العقيدة الأكثر تقدما من الحياة. إذا استسلم الفرد حقاً، يفقد الفردية التافهة للعقل المقيد بعوامل الزمان والمكان السببية ويكسب المنزلة الأبديّة غير المحدودة لكينونة المطلقة. يمكن هذا فقط في حالة الوعي التجاوزي الذي يتم الوصول إليه بسهولة بالنظام البسيط للتأمل التجاوزي.

إن العبارة "استسلام للإرادة الله" هي هامّة جداً وتؤمن الطريق المباشر للفرد لكسب القوّة العظمى. لكن بدون تقنية التجاوز بسهولة لحدود الوجود النسبي لم يكن لكل هذه العبارة أي معنى عملي في القرون الماضية. لقد كانت للتعبير عن إحساس باطني أو غيبي أو مجرّد من الحياة. لكن بمعرفة التأمّل التجاوزي، أصبحت هذه العبارة حقيقة عملية هامّة من الحياة. لم يعد محجوبة بغطاء المذهب الباطني. أنها الآن حقيقة في الحياة اليومية، ومن خلال هذا الاختبار تجيء قدرة الاستفادة استفادة تامة للقوّة الكلية القدرة.

إلى كل من هم غافلين عن ممارسة التأمّل التجاوزي، تبقى فكرة الاستفادة استفادة تامة من القوّة الكلية القدرة للطبيعة، فكرة ساحرة وخيالية. على أية حال، وبالمعرفة والممارسة للتأمل التجاوزي، تكسب فكرة الاستفادة استفادة تامة من القوّة الكلية القدرة بشكل طبيعي، منزلة ملموسة. بالنسبة لابن المليونير، إن استعمال قوّة ثروة أبّيه يجب أن تكون عادية وطبيعية. بنفس الطريقة، يجب على الإنسان، المخلوق من الله القدير، أن يكون عادي وطبيعي في استعمال القوّة الكلية القدرة للطبيعة. إنه من المؤكد وضمن مجال كلّ فرد القدرة على الاستفادة استفادة تامة هذه القوّة في الطبيعة.

إن الممارسة المنتظمة للتأمل التجاوزي هي التي تجلب فقط الإنسان إلى تلك المنزلة حيث يجد نفسه موضوعاً في الحالة التي تعمل فيها القوّة الكلية القدرة للطبيعة لمصلحته. إن الأمر لا يتطلّب منه أن يستعملها، ولكنه قد أعطي له الفائدة الكاملة منها. من دون الارتفاع إلى حالة الوعي الكوني، أو أن يضع الفرد نفسه على الأقل في الطريق، وبكل بساطة من غير الممكن استعمال ولو لقوّة جزئية من الطبيعة الأم، دون أن نتكلم عن القوّة الكلية القدرة.

إنه محظوظ من أسّس في داخل نفسه حالة التناغم الطبيعي مع الكينونة الكونية. تتحرّك الطبيعة كلهاّ بموجب حاجاته؛ تكون كل كلّ رغباته متوافقة مع الغاية الكونية وتخدم وحياته غاية التطور الكوني. هو في أيدي الله لغرض الله، والله فيه ولغرضه. يستعمل القوّة الكلية القدرة للطبيعة الأم، وتستعمل الطبيعة الأم حياته للغرض المجيد للخلق والتطور. هو محظوظٌ جداً.

إنّ قمة الحظ متوفرة الآن للجميع من خلال ممارسة التأمّل التجاوزي. سوف نتكلم عن هذه النقطة في الجزء "الاكتمال" وفي الجزء " جيل بعد جيل" بأنّ كل هذا متوفر بسهولة للجيل الحالي لوضع الأسس الصلبة لكلّ الأجيال للإبقاء على إمداد الفوائد غير المحدودة للتأمل التجاوزي، لكي يعرف كلّ الناس وفي كلّ جيل تقنية كيفية استعمال القوّة الكلية القدرة للطبيعة.

هناك من حاول استعمال القوّة الخارقة للخلق بالاتصال بعالم الأرواح من خلال وسيطاً أو من خلال التضرّع للأرواح. إن هذا المستوى محدود جداً من القوّة إذ أنه لا يوجد روحاً تملك في القوّة الكليّة للطبيعة. قد يكون هناك أرواح قد تكون أكثر قوّة من الإنسان، لكن التواصل مع هذه الأرواح أو التصرّف معها كوسيط لهم ليس بالممارسة الّتي سنشجّعها لسببين. أولاً، إن القوّة التي قد تكتسب من خلال هذه الأرواح هي ضئيلة ومتناهية الصغر وجزء ضئيل جداً من قوّة الطبيعة العظمى؛ الثانية، من أجل نيل هذا الجزء الضئيل من قوّة الطبيعة، يجب على الفرد أن يعطي نفسه بالكامل إلى تأثير تلك الروح. لكي يصبح الفرد وسيطأ لروح واحدة يجب أن يعطي نفسه إليها بالكامل وإلاّ سوف لن تجيء الروح. بدلا من أن يعطي نفسه بالكامل إلى الروح كي يكسب كمية صغيرة من القوّة، لم لا يعطي نفسه بالكامل للوعي القدسي من خلال التأمّل التجاوزي ويكسب القوّة الكلية المقدرة وغير المحدودة للطبيعة الأم؟

عندما يجب عليك استثمار أموالك في عمل، لم لا تستثمره في عملٍ يجلبك الربح الأقصى في أقل فترة من الوقت؟ إن الاتصال بالأرواح ومحاولة الحصول على بعض المعلومات عن الكون أو محاولة القيام ببعض الأعمال هنا وهناك هو صيغة مؤسفة جداً، مقابل خسارة النفس في الاستسلام إلى الله. إن أولئك الذين يحاولون أن يحققوا هذه القوى الخارقة للطبيعة أو الماورائية هم مجرد أشخاص تافهون. إن هذا هو فقط بسبب قلة التوجيه الصحيح. إن تطلّع الإنسان للاتصال بالقوى العلوية ولإنجاز الأشياء العظيمة في الحياة هي رغبة شرعية جداً، لكن محاولة الاتّصال بالأرواح هو عمل على مستوى متدني جداً من الحياة.

بسبب قلة التوجيه الصحيح، لقد ضلّل عدد كبير من الباحثين الطاقة والحياة الروحية الأعلى وذلك لإتّباعهم طريق التأثير الروحاني. أولئك الذين يقعون ضحية التحقيقات الروحانية ومثل هذه الممارسات الأخرى هم ليست مذنبون بأنفسهم. إنهم يبحثون عن شيء أعلى مما يبدو أن تقدّمه حياة الإنسان، لكن ما هو مخزي أساساً هو قلة التوجيه الصحيح.

لم يكن هناك ما فيه الكفاية من معلمي التأمّل التجاوزي، ولهذا السبب أصبحت التعاليم الروحانية ومثلها من التعليمات شعبية جداً، خصوصاً في البلدان الغربية.

إن رغبة الناس لكسب طاقة أعلى ومع قلة التوجيه الصحيح، قادت الكثير منهم لمحاولة القيام بأيّ شيء قيل فيه أنه خارج المألوف. من أجل أن يتلقى الناس التقنية الصحيحة والاستفادة استفادة تامة من القوّة الكلية القدرة للطبيعة، من الضروري وجود الأعداد الكبيرة من معلمي التأمّل تكون متوفرة في كل مكان. هذه يجعل ممكنا لحياة كلّ الناس أن توضع بشكل طبيعي على أسس صحيحة بحيث قد يتمتعون بالمنافع العظيمة للقوّة الكلية المقدرة للطبيعة.

هناك أيضاً نوع من الناس الذين، في حماسهم لتطوير القوّة الأعلى في داخل أنفسهم، يمارسون التركيز والسيطرة على العقل. بعد مرر الوقت الطويل في هذه الممارسات يبدو أنهم قد حققوا بعض الشيء بالتوافق مع تطلّعاتهم، لكن الجهد العظيم الذي بذل لا يقارن مع الكمية الصغيرة من المكسب. يؤدي كلّ هذا إلى مضيعة التطلّعات البشرية ومضيعة الإمكانيات العظيمة للإنجازات في الطّريق إلى القوّة الأسمى.

إذا كان هناك حصن، والأرض الكاملة تتبع له، من الحكمة التوجه مباشرة إلى الحصن والسيطرة عليه. عند السيطرة على الحصن، ستمتلك كلّ الأرض المحيطة بشكل طبيعي. إذا كان يوجد منجم ذهب من جهة الطريق ومنجم ألماس على الجهة الأخرى وبعض المواد الثمينة الأخرى على هذا الجانب أو ذلك، ويكون الفرد قد استولى على الحصن، يصبح قادراً على امتلاك كلّ الأشياء الثمينة في الأرض بشكل تلقائي. أما وما عدا ذلك، إذا يأخذ شخصاً ملكية منجم الذهب، وتوجه آخرون للسيطرة على منجم الألماس وغيرهم للسيطرة على المناجم الأخرى، فتكون القوة المهدور والوقت المهدور في أعمال السيطرة كبيرة لدرجة لن يبقى سوى وقت قليل للسيطرة على المناطق الأخرى.

تنتمي كلّ القوى الروحية بشكل طبيعي إلى حقل الكينونة. إذا كان هناك من طريقة للاتصال المباشرة والتآلف مع حقل الكينونة. عندئذ تصبح جميع القوى الروحية وجميع قوى الطبيعة التي تنتمي إلى الكينونة الأبدية كلية المقدرة. لهذا، عندما تتواجد الفرصة لكلّ شخص من خلال ممارسة التأمّل التجاوزي للاتصال بالكينونة بأسلوب سهل، من غير الحكمة ممارسة التركيز أو السيطرة العقلية التي تحتاج لسنوات لإعطاء النتائج المرجوة.

نقدم الدعوة إلى كل الباحثين عن الطاقة القوة في العام كي ينهضوا ويبدؤوا ممارسة التأمّل التجاوزي ويرفعون معيار وعيهم إلى مستوى الوعي الكوني. سوف يكسبون فائدة لكونهم موجودين بشكل طبيعي في موقع حيث، وبدون النية أو محاولة استعمال قوّة الطبيعة بشكل علني، سوف تكون القوة الكلية القدرة للطبيعة الأم تحت تصرّفهم وتخدم بشكل طبيعي سبب حياتهم. إن كلّ ما يريدون أو يحتاجون وحاجة بيئتهم المحيطة وكلّ المعنيون، ستتحقق بشكل طبيعي وبطريقة الشهمة وأكثر تمجيداً.

هناك أيضاً نوع آخر من الناس الذين قيل لهم كي يؤمنوا بأن قوّة التفكير الإيجابي هي القوّة الأعظم في الطبيعة. لقد أخبروا  لتثبيت حياتهم على التفكير الإيجابي. إن هذا الأمر هو سخيف ومضحك في أن تسند حياة الفرد على مستوى التفكير. لا يمكن التفكير أن يكون قاعدة عميقة للحياة. الكينونة هي القاعدة الطبيعية. بدلا من أن نهدر وقتنا في التفكير الإيجابي وننتظر الأفكار الإيجابية كي تتحقّق، هو ضروري أن نكون إيجابيين. إن إيجابية الكينونة من خلال ممارسة التأمّل التجاوزي هي التي تعطي المنزلة الأعظم في الحياة، والتي تجلب إمكانية قوّة الطبيعة الكلية القدرة في الحياة العملية اليومية. إن التفكير، ومن الناحية الأخرى، هو خيالي فقط. سوف نرى في فصل "فنّ التفكير" أنه كي يكون التفكير قويا، من الضروري أن نكون. إنّ تقنية الكينونة هي التقنية لجعل الفكر قويّة.

في حين أن الأفكار الإيجابية هي أفضل من الأفكار السلبية، إذا سندنا حياتنا فقط على التفكير الإيجابي، ستكون مسندة على قاعدة خيالية فقط. ربّما يكون للتفكير الإيجابي قيمته ضدّ التفكير السلبي، لكنّ لا قيمة عملية له عندما يقارن بقوّة الكينونة. إن محاولة الحصول على قوى الطبيعة على أساس تفكير هو تضليل للذات. في استعمال مبدأ التفكير الإيجابي، إذا ابتدأ الفرد بالتفكير وإعطاء كل إيجابيا بالقول "أنا ملك" قد يضلّل نفسه بفكرة لأنه ملك إلى المدى الذي يبدأ به الشعور بأنّه ملك، لكن ذلك الشعور من الملوكية هو بعيداً كل البعد عن حقيقة كونه ملك.

يجب استبدال فلسفة التفكير الإيجابي بفلسفة إيجابية الكينونة. لا يصنف علم العقل بأنه الأعلى وأكثر العلوم إفادة للحياة. إن علم الكينونة الذي يعزّ المنزلة الأعلى في كلّ علوم الحياة والمعيشة. إن البقاء فقط على الأمل المجرّد لكسب الوفرة والاكتمال للحياة لا يؤدي سوى إلى الجري خلف الوهم أو بناء قصوراً في الهواء.

يجب أن يُكمّل العقل بقوّة الكينونة؛ إنها قوّة الكينونة التي هي القاعدة الحقيقية للحياة، وليس العقل. إن كلّ العلوم المادية – الفيزياء والكيمياء وعلم أحياء، الخ. – هي في الحقل النسبي. وعلى نفس النمط، إن حقل العقل أيضاً هو جزء من الحقل النسبي للوجود. إنّ علم العقل، مثل أيّ علم آخر، هو مجرّد علم الحقول النسبية للحياة. إنه علم الكينونة الذي هو علم الوجود الأبدي المطلق. إنه علم الكينونة الذي يمكن أن يجلب الاستقرار والذكاء، القوّة الكلية القدرة للطبيعة، والغبطة الأبديّة للمطلق إلى الحقل النسبي للحياة. إنها قوّة الكينونة هي التي يجب أن نكسبها، وهي سهلة لكلّ الناس في جميع أنحاء العالم لاكتسابها، حتى وفي وسط زحمة نشاط أسواق العمل الحديثة للحياة اليومية.

هكذا، نجد أن مبدأ الاستفادة استفادة تامة من القوّة الكلية القدرة للطبيعة تكمن في علم الكينونة، والتقنية التي وجدت منه هي في الممارسة المنتظمة للتأمل التجاوزي.

Back السابق Home المدخل Up فوق Next التالي