المعرفة
الذاتية
هكذا يكون
افتتاح السكون دعوة لكافة النواحي غير المنتظمة في الحياة، على مستوى الفرد
والحكومة والمجتمع، إن التخلص من المعاناة في الحياة البشرية سيكون في
اعتماد هذه المعرفة. نحن نفتخر بذلك لأننا وضعنا كل هذه المعرفة في
النظريات المطلقة. في التربية مثلاً، إن عبارة "ثمرة كل المعرفة" هي خارج
نطاق تخيّل جميع المثقفين في العالم الذين يعلّمون الأولاد المناهج القديمة
التي تعتمد على الناحيّة الموضوعية فقط، نحن لا نرفض التربية المرتكزة على
العلم الحديث الموضوعي، ولكننا ننميها، لأنها بعيدة عن الناحيّة الذاتية،
أن أي مقاربة علمية تتجاهل المعرفة الذاتية هي تتجاهل أساس المعرفة، إن
العارف هو أساس المعرفة، وأي مقاربة تتجاهل العارف لا يمكن الاعتماد عليها،
لأن العارف يمكن أن يكون في حالات مختلفة من الوعي، في النوم أو الحلم أو
اليقظة، أو ربما هو في حالة من الخمول، وهناك إمكانية وجود اختلاف في
مستويات الوعي للعارف. إن المقاربة الموضوعية للمعرفة هي محدّدة بحالة
اليقظة فقط، ولا يمكن أن تكون صحيحة في المستويات الأخرى للوعي. إن الحقل
الكامل للتربية كان دائما حقل مجهول، ولكن نحن نعلّم المعرفة الكاملة
للعالم ومنذ سبع وثلاثين سنة، إلا أن هناك عدد من جامعات في العالم تفتخر
بوجودها منذ عدة مئات من السنين، دعونا نسأل الأساتذة الذي يعلّمون في هذه
الجامعات القديمة العهد، ما هي الإفادة من ذلك، ونسألهم أيضاً ما هي
الإفادة من النظام التربوي الذين يتبعونه، حقاً نقول: "أعمى يقود أعمى"،
نحن نملك الضوء الذي يمكننا أن ننيره في داخل ذكاء كل إنسان، هذه هي
الفيدا، لقد تشوش علم الفيدا أيضاً عبر العصور، وفُسرت بديانات مختلفة
وإدارات مختلفة وأنظمة مختلفة وتقاليد مختلفة، كل هذه الأنظمة التي لم تعمل
بانسجام مع الحقل الصحيح للفيدا، ومع القوانين الطبيعية، هي تعاني من
المشاكل وعلى كافة المستويات، وأسوأ من ذلك كله هو اقتناع الناس أن الحياة
هي معاناة، ولكن هذا الاقتناع يجب أن يتغيّر، لقد انتهت أيام المعاناة. نحن
ندعو الآن، وبلطف جميع الناس كي يُفتّحوا على النور، هذا النور الداخلي
الذي لا يأتي من هنا أو هناك في الخارج بل هو في داخلنا. إن تقنية التأمّل
التجاوزي هي العملية الداخلية التي تكشف لنا هذا النور الداخلي وتجعله يحيي
قِيَم الفيدا السبع والثلاثين في داخلنا وفي فيزيولوجيتنا، كل هذه القِيَم
للذكاء نحييها من أجل اختبار الكمال في الحياة.
|