دعوة إلى اعتماد علوم وتكنولوجيا مهاريشي
الفيدية
في إعادة البناء للفرد والوطن والعالم
إنه
لفرح كبير لنا أن نلتقي في هذه المناسبة الجميلة ألا وهي السنة العشرين لانطلاق
حركتنا في لبنان، في العام 1974 وفي مثل هذا اليوم بالذات، تأسست حركتنا تحت اسم
مؤسسة الشرق الأوسط لعلم الذكاء الخلاّق، وهي جمعية ثقافية علمية، هذه الحركة التي
استمدت جذورها من حركة عالمية كبيرة أطلقها العالم الكبير الحكيم مهاريشي ماهش
يوغي، هدفها إدخال علوم مهاريشي في كافة ميادين حياتنا.
انطلقت
حركة مهاريشي عندما كان العالم في أمسّ الحاجة لتغيّر نوعي يزيل عنه كافة أنواع
المعاناة والمرض والخوف والفشل. إذا نظرنا إلى تاريخ البشرية لوجدناه ممتلئاً
بالمعاناة والحروب والمآسي والعذاب، وإذا وقفنا نتأمل سائلين عن الأسباب، لوجدنا
أنفسنا أمام مشكلة كبيرة مستعصية الحل. هذه المشكلة التي واجهها الكثير من قادة
وحكام العالم في التاريخ القديم والحديث، ومن أجل حلها كانت كل هذه الحروب والغزوات
والفتوحات، ولكن المشكلة العالمية استمرت دون حل. وإذا بمهاريشي يقول لنا؛ إذا
أردنا أن نحقق السلام والطمأنينة على المستوى العالمي علينا أولا أن نحقق ذلك على
مستوى الفرد، لن يكون هناك سلام عالمي مادام هناك فرد واحد في العالم لم يحظى
بالسلام، إذاً المشكلة الكبيرة نحلها على مستوى الفرد، الفرد هو وحدة المجتمع،
وبتطور أفراد المجتمع يتطور المجتمع برمته.
هنا
بدأ مهاريشي بوضع العلوم والتقنيات من أجل تطوير الفرد وبالتالي تطوير المجتمع
والعالم وصولاً لتحقيق الجنة على الأرض. بدأ مهاريشي بتعليم تقنية سهلة أطلق عليها
أسم تقنية التأمل التجاوزي فهي تكشف الطاقة الإبداعية للوعي الأسمى الكامن في كل
إنسان. وقد دعمت تقنيات مهاريشي العلمية بأكثر من خمسمائة بحث علمي قامت بها أهم
الجامعات والمؤسسات العلمية حول العالم، وأظهرت بوضوح المنافع الأكيدة لهذه
التقنيات على مستوى الفرد والمجتمع والعالم ككل. وانطلقت حركة مهاريشي من الهند
وسرعان ما انتشرت في العديد من الدول، في الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفي
أوروبا الغربية والآن هي متواجدة في كافة دول العالم، وقد تعلم تقنية مهاريشي
للتأمل التجاوزي أكثر من أربعة ملايين شخص، وكان لبنان من طلائع الدول التي وجد
فيها مؤسسات من أجل تعليم معرفة مهاريشي، نحن نفتخر في لبنان بشعبنا التوّاق دوماً
إلى العلم والمعرفة، وبالرغم من كل المآسي والحروب التي مر بها لبنان لمدة 16 سنة
استمرت حركتنا بزخم كبير واستطعنا تحقيق إنجازات هامة توجتنا كأكبر مؤسسة تعنى
بتطوير وعي الإنسان في لبنان، أن كافة المؤسسات التعليمية تعنى بتعريف الإنسان على
العلوم، على موضوع المعرفة فقط، في حين نحن نطور العارف كي يستطيع استيعاب القدر
الأكبر من المعرفة. لقد أظهرت الدراسات الإحصائية في لبنان، أن أكثر من سبعة آلاف
شخص تعلموا تقنية مهاريشي للتأمل التجاوزي، وخمسمائة شخص أصبحوا خبراء في تكنولوجيا
مهاريشي للحقل الموحد، وتخرج من جامعة مهاريشي الأوروبية للأبحـاث في هولندا عشـرون
أسـتاذاً في التـأمل التجاوزي وعـلم الذكاء الخلاق، هؤلاء الأساتذة يتوزعون على ستة
مراكز منتشرة في لبنان من أجل تعليم دروس وتقنيات مهاريشي.
الإنسان هو سيد هذا العالم، الإنسان هو قائد هذا العالم، الإنسان هو سيد هذا
الكوكب، وبتطور الإنسان تتطور معه كافة المخلوقات على هذه الأرض من جماد ونبات
وحيوان، بتطور الوعي عند الإنسان يستطيع أن يستفيد من كل ما حوله إلى أقصى حد،
ويستطيع أن ينظم حياته بشكل كامل، فيعيش الكمال في الحياة. ومن هنا تبدأ المعالجة،
إن معالجة المشكلة الكبير تبدأ بمعالجة الفرد، ومن أجل ذلك وضع مهاريشي خطة رئيسية
من أجل إحلال الجنة على الأرض، وهذه الخطة تنقسم إلى قسمين رئيسيين:
-
التطور
الداخلي - الذي يعتمد على تقنية مهاريشي للتأمل التجاوزي والتقنيات التابعة
لها، وبواسطة هذه التقنية يكسب الفرد حالات أسمى من الوعي فيختبر الوعي
التجاوزي والوعي الكوني والوعي الإلهي والوعي الأحادي، وبذلك يصل الإنسان إلى
أعلى مراتب التطور والكمال ويصبح عمله منسجماً مع قوانين الطبيعة، وبالتالي
يكون كل عمل يقوم به صحيحاً بشكل تلقائي.
-
التطور
الخارجي - الذي يعتمد على تطور وعي الإنسان من أجل إعادة بناء العالم ككل، وعلى
كافة المستويات؛ وذلك من خلال إتباع أسس ونظريات جديدة منسجمة مع قوانين
الطبيعة. وتشمل هذه النظريات التربية والاقتصاد والصحة والإدارة والدفاع
والقانون والعمران وغيرها من نواحي المجتمع المختلفة.
ونحن،
وفي هذه المناسبة، نتمنى أن يطبق هذه البرامج في لبنان، نتمنى على الحكم والحكومة
والشعب أن يعتمدوا هذه الطرق العلمية الحديثة التي أثبتت علمياً أنها الوسيلة
الوحيدة من أجل ارتقاء الحياة إلى كمالها، إن إدخال علوم وتكنولوجيا مهاريشي في
التحديث الذي تقوم به حكومتنا في لبنان، وعلى كافة المستويات يكون الحل المثالي
لبناء وطن قوي منسجماً عمله مع قوانين الطبيعة، يرتفع إلى أعلى مستويات الرقي
والتطور والبحبوحة والانسجام فيشع لبنان كي يصبح منارة الشرق والغرب.
جي
غورو ديف
الدكتور
سليم حداد
دكتوراه في العلوم الاجتماعية والسياسية
من جامعة مهاريشي الأوروبية للأبحاث
خبير في علوم وتكنولوجيا مهاريشي الفيدية
أستاذ في تقنية التأمل التجاوزي وعلم الذكاء الخلاّق
|