علوم وتكنولوجيا مهاريشي الفيدية في التربية
إن للتربية الدور الأهم في حياة الإنسان، فهي تبني الأجيال، كل الأجيال، والهدف
الأسمى للتربية هو إيجاد الإنسان المثقف القادر على معرفة كل شيء وعمل كل شيء
وتحقيق كل شيء.
إن فلسفة التربية بدأت قبل الخليقة عندما لم يستطع المطلق من منع ذاته من
التعرف على طبيعته الخاصة. في عملية التعرف على ذاته يأخذ المطلق بنية
ثلاثية تتكون من العارف ووسيلة التعرف والمعروف، هذه هي التربية المثالية،
إنها معرفة العارف في داخل ذاته. إن المعرفة الكاملة للعارف ووسيلة التعرف
والمعروف جميعها معاً تشكل العنصر الأساسي للتربية لأنها وحدها هي التي
تؤمن نقطة الرجوع المرهف لجريان المعرفة دون أدنى تأخير. فهي تعطي الأساس
المشترك لكافة مسالك العلوم وتوحد كافة حقول المعرفة.
نحن نطلق شعاراً هاماً جداً: "المعرفة راسخة في الوعي". تبدأ التربية
وعملية التعلم في داخل حقل الوعي؛ لذلك إن المطلب الأول للتربية الكاملة هو
النمو الكامل للوعي. إن الفرد الذي يتحلى بوعي كامل التطور هو فرد يعيش
حالة الإشراق، فالإشراق هو الذي يجلب المعرفة، ولكن المعرفة لا تجلب
الإشراق.
أن التربية المثالية قادرة على إعطاء ثمار المعرفة في حين تستمر شجرة
المعرفة في النمو؛ يشعر التلميذ بالاكتمال في حين تنمو عنده المقدرة على
التفكير والعمل بانسجام مع قوانين الطبيعة، والتمتع بحياة خالية من الأخطاء
والمعاناة. هذا التلميذ يحقق مثالية جديدة في التربية ألا وهي امتلاك كل
المعرفة في دماغه.
وفي تأمين وسائل اكتساب حالة الإشراق من خلال التطور الكامل للوعي، تعطي
التربية المرتكزة على علم مهاريشي الفيدي، نظاماً تربوياً مثالياً في كل
مجتمع، وبارتقاء التلاميذ والأساتذة معاً إلى أعلى حالات الوعي، تصبح
المؤسسات التربوية مراكز لإشعاع التناغم والانسجام والانتظام والحيوية
للمجتمع كافة.
على النظام المثالي للتربية أن ينمي شمولية الحياة عند المتعلم. وهنا يكمن
دور علوم وتكنولوجيا مهاريشي الفيدية فهي تنمي النواحي الجسدية والعقلية
والاجتماعية للحياة من خلال نمو الوعي الصافي الذي هو الأساس المشترك
للحياة. عندما يتثبت الوعي الفردي في الوعي الصافي، الذي هو بيت كافة
قوانين الطبيعة، يصبح التفكير خالياً من أي ضعف ويصبح العمل متحرراً من أي
خطأ. في هذه الحالة من الإشراق يحقق الفرد كافة أهدافه دون أي معيقات،
ويصبح قادراً على معرفة كل شيء وعمل كل شيء و تحقيق كل شيء.
أن العدد القليل من الأفراد المثقفين كلياً والذين يتمتعون في حالة الإشراق، هو
كافٍ كي يعطي اتجاها جديداً للحياة في مجتمعهم، وبالتالي تطوير المجتمع كي يصبح
مجتمعاً مثالياً وتحقيق الجنة على الأرض.
إن كل ما هو مطلوب، هو إضافة برنامج علوم مهاريشي الفيدية إلى منهجنا التربوي في
لبنان، هذا البرنامج يستطيع أن يتكامل مع أي نظام تربوي دون أن يغيّر المنهج
التعليمي الموجود. وقد تميّز الطلاب الذين يتابعون برنامج علوم وتكنولوجيا مهاريشي
الفيدية بنمو سريع في كافة نواحي حياتهم، بما في ذلك التفوق العلمي.
ومن أهم الأبحاث العلمية عن منافع برنامج علوم وتكنولوجيا مهاريشي الفيدية في حقل
التربية:
|