إن طبيعة
العقل هي البحث المستمر عن كل جديد يستطيع أن يعقله، فالسعادة العقلية هي
في توسع أفاق العقل، والسعادة الكلية للعقل هي في إدراك كل ما يمكن إدراكه.
لذلك يوجد عند الإنسان الشغف الدائم للبحث عن المعرفة، وقد سمّى الإنسان
المعرفة الكلية بالحقيقة، الحقيقة الأزلية التي إذا عرفها لن يحتاج إلى أي
شيء بعد كي يعرفه.
من أجل الوصول
إلى هذه الحقيقة الأزلية رخص كل شيء في نظر الإنسان. في الأمور المعيشية،
وفي تلبية حاجاته المادية هو يعمل ويجاهد بنفسه محاولاً عدم الاتكال على
غيره، يزرع أرضه ويبني بيته ويخيط ثيابه ويصنع كل حاجاته.
ولكن في
اكتساب المعرفة هو يبحث عن من يعطيه هذه المعرفة، وقد قدّر الإنسان أكبر
التقدير من أعطاه المعرفة، في الحضارات القديمة كانت الآلهة، وفي الحضارات
الحديثة الرسل والأنبياء، وفي هذا العصر العلمي العلماء والمفكرين.
من يعطي
المعرفة يدعى المعلم، ليس بالضروري أن يكون شخصاً معيناً، ربما يكون أكثر
من شخص واحد، أو ربما قد لا يكون شخصاً شاخصاً أمامنا. في داخل كلٍ منا
معلم مطلق قدير، يتفوق على كل المعلمين الذين أتوا والذين قد يأتوا، ولكن
كي نلتقي بهذا المعلم المطلق علينا أن نستعين بمن سبقنا على الطريق الصحيح.
وعلينا أن نجد هذا المعلم الذي يستطيع أن يرشدنا إلى الطريق. |