|
|
التعبّد والإخلاص
|
|
قال
أرْجونا:
|
1
|
بين أولئك الذين يكرمونك في أحاديثهم كالله
التجاوزي الموجود في الكل،
وبين أولئك الذين يسعون للوصول إلى بْرَهْمان، التجاوزي، غير الشخصي وغير الظاهر،
من منهم ضليع أكثر في اليوغا.
|
|
قال الرب المبارك:
|
2
|
الذين يكرموني بإخلاص مثبتين عقلهم علي،
وبإيمان تجاوزي عميق وثابت لا يتزعزع، هم ضليعون أكثر في اليوغا.
|
|
ولكن الذين يسعون إلى الأزلي، اللامحدود،
التجاوزي، غير الظاهر، الدائم الوجود، الذي هو وراء الأفكار، الثابت، غير القابل
للتغيّر، الواحد الأحد؛
|
3
|
والذين كبحوا نزوات الحواس، والذين يحبون الكل
بعقل واحد، ويجدون الفرح في عمل الفضيلة لكل الكائنات، في النهاية، يصلون حقاً
إلى ذاتي الحقيقية.
|
4
|
إن جهادهم أكثر بكثير أولئك الذين ثبّتوا
عقلهم على غير الظاهر، لأن الهدف إلى غير الظاهر هو صعب المنال للذين ما يزالون
متعلقين برغبات جسدهم[3].
|
5
|
ولكـن من أكـون لهم المبتغى الأسمى، ومـن
أسـلموا أعمالهم
|
6
|
لي، ويتأمّلون بي بعقل ثابتّ ويكرمني بإخلاص،
هؤلاء أخلصهم سريعاً من بحر الموت ومن دوامة الحياة والممات.
|
7
|
ثبّت عقلك علي وحدي، وأصغي إلي بانتباه
وتمعّن، ستعيش حقاً فيّ إلى الأبد.
|
8
|
أما إذا لم تستطع أن تريح عقلك فيّ، عندئذٍ
حاول أن تصلني بممارسة أبهياسا يوغا.
|
9
|
وإذا لم تكن قادراً على ممارسة أبهياسا يوغا،
كرس كل عملك لي.
وبمجرد العمل في خدمتي تصل إلى الاكتمال.
|
10
|
وإذا لم تكن قادراً على فعل ذلك أيضاً، التجئ
إلي متخلياً عن ثمار كل أعمالك،
وبالعمل الخال من الأنانية وبقلبٍ متواضع كن ذاتي الاستقرار.
|
11
|
المعرفة هي حقاً أفضل من التركيز
الأعمى، والتأمّل مع المعرفة هي أكثر اعتباراً واحتراماً من المعرفة وحدها؛ وقمة
التأمل هي في تجاوز كافة النواحي المادية، والتخلي عن ثمار العمل، لأنه بالتخلي
والتجاوز يأتي السلام.
|
12
|
إن من لا يكره أحداً ويتصرف بحسن النية مع
الجميع، ومن هو ودود وحنون، من لا يفكر بالأنا وبالتملّك، ومن يتساوى في الفرح
والحزن، ومن هو مسامح؛
|
13
|
هذا اليوغي الموحد، الممتلئ أبداً بالفرح،
المثبّت بالذات وقوي التصميم، والمواظب على التأمل، الذي ثبت عقله فيّ، هذا
الإنسان يحبني وهو عزيز عليّ.
|
14
|
من لا يهتز سكونه بالآخرين، وبه يجد الآخرون
السكون، ولا يعرف الإثارة ولا الغضب ولا الخوف، إنه عزيز عليّ.
|
15
|
إن من هو متحرّرٌ من التوقعات الفارغة، من هو
طاهر، من هو حكيم ويعرف ما يفعل، من هو بسلامه الداخلي يشاهد كِلا الطرفين، من
لا يهتز، من يعمل بتجرد لا لنفسه، هذا الإنسان يحبني وهو عزيز عليّ.
|
16
|
إن من لا يشعر بالإثارة ولا بالاشمئزاز، من لا
يتذمر ولا يتلهف في الحصول على أي شيء، من يزهد في الخير والشرّ، ومن هو ممتلئ
بالإخلاص، هو عزيز عليّ.
|
17
|
إن من يحب أعدائه مثل أصدقائه، من لا تتأثر
نفسه بالشرف أو الذل، من هو خلف الحر والبرد، واللذّة والألم، من هو متحرّر من
قيود التعلّق؛
|
18
|
من هو متوازن في الملامة والتكريم. من يعيش
السكون ومن يقتنع بما عنده، ومن لا يسعى إلى اقتناء بيت له في هذا العالم،
والراسخ في المعرفة، ومن هو ممتلئ بالإخلاص، هذا الإنسان هو عزيز عليّ.
|
19
|
ولكني أعز أكثر من عندهم إيمان ومحبة، ومن
يعتبروني هدفهم الأسمى التجاوزي؛ هم الذين يسمعون كلامي الحق، وهم الذين يأتون
إلى مياه الحياة الأبدية.
|
20
|
|
|