![]() |
|
اكتشاف
علمي يكشف الطاقة الكاملة للإنسان (9) بعد إظهار منافع التأمل التجاوزي في
السلوك الاجتماعي، سنتطرق إلى منافع أوسع على مستوى السلام
العالمي. لقد كان السلام العالمي الهدف لكل
المجتمعات في كل وقت. إنها مشكلة ملحة في عصرنا هذا، ولكنها
موجودة منذ بداية التاريخ البشري. إذا نظرنا في ممر الزمن نجد
حكومات فشلت في استعمال الطاقة الهائلة لشعبها من أجل إزالة
المعاناة. مقومات السلام العالمي الأساسية
عندما نريد عالماً مسالماً، يتوجب أن
يكون هناك أفراد مسالمين؛ عندما نريد غابة خضراء، يجب أن يكون
عدد كبير من الأشجار الخضراء. إن الفرد هو الوحدة الأساسية
للمجتمع. فالأفراد المسالمين يخلقون عائلة مسالمة؛ والعائلات
المسالمة تخلق أمة مسالمة؛ والأمم المسالمة تخلق عالم مسالم؛
لذلك، نقول أن مشكلة السلام العالمي يمكن أن تحل جدّياً على
مستوى الفرد. يمكن أن يصبح هدف السلام العالمي حقيقة عملية
عندما ينمو الأفراد في كل أمة. ومادام الأفراد غير قادرون على
معالجة أمورهم الخاصة بطريقة مسالمة ومتناغمة سعيدة، ستبقى
النزاعات الوطنية والعالمية متعذراً اجتنابها. السعادة هي أساس السلام
تنتج النزاعات الوطنية والدولية عن
التأثير الجماعي للتوتر الذي يستمر الأفراد في ضخّه في بيئتهم.
يؤثر الفرد على محيطه من خلال كل فكرة وكل كلمة وكل عمل. وهذه
التأثيرات إما أن تدعم الحياة أو تدمرها. عندما يكون الناس غير
سعداء، ومرهقون ومتوترون، يصبح الجو مشبعاً بهذه التأثيرات
المدمرة للحياة، ويصبح السلام هشاً. وعندما يكون الناس سعداء
ومنتجون ومسالمون في داخلهم، سيعكس المحيط حولهم حالتهم
الحسنة، ويكون السلام نتيجة طبيعية. ما دام الأفراد مستمرين في
النمو مع الإجهاد والتوتر، يبقى السلام العالمي فكرة مجردة غير
قابلة للتحقيق.
طبيعة الحياة هي التقدم التغيير هي ظاهرة ثابتة في الخليقة. من
خلال التغيير يتقدم الوجود. يعتمد الوجود على التقدم لأن
التقدم من خلال التغيير هو طبيعة الحياة. يسجل التاريخ انطفاء
أولئك الذين فشلوا في التقدم. ولأن الحياة آمنة بالتقدم، يكون
الازدهار أساس السلام؛ سعادة التقدم هي أساس السلام. ومن أجل
التقدم، على الفرد أن يكون أكثر إبداعاً يوماً بعد يوم. لقد
أظهرت الأبحاث العلمية أن برنامج التأمّل التجاوزي يجعل
الإنسان أكثر إبداعاً يوماً بعد يوم، فيكسب ازدياد في الفعالية
وازدياد في التيقظ. لذلك نقول أن التواصل مع الطاقة غير
المحدودة في داخلنا بشكل يومي ومنتظم يجعل الإنسان أكثر
إبداعاً ونجاحاً يوماً بعد يوم، فتحافظ الحياة على مستوى
التقدم وبالتالي تؤمن الثبات لمعيشة مسالمة ومتناغمة.
إن مشكلة السلام العالمي هي مشكلة كبيرة
على نطاق عالمي واسع ولم يتم حلها حتى الآن بسبب كبر حجمها.
فلنجزأ هذه المشكلة إلى مشاكل صغيرة ونحل هذه المشكلة على
مستوى الطبيعة الحقيقية للفرد. لنستعمل طبيعة العقل الفردي من
أجل جلب السلام على مستوى الحياة الفردية. وبجلب السلام لكل
فرد تحل مشكلة السلام العالمي.
على الحكومة أن تبادر لقد وجدت الأبحاث العلمية أنه في المدن
والقرى في عدة أماكن في العالم، حيث وجد عدد ضئيل، يساوي واحد
في المائة من عدد السكان، يمارسون تقنية التأمّل التجاوزي،
تنخفض نسبة الإجرام. وكنتيجة لهذه الممارسة البسيطة التي تؤمن
الراحة العميقة للجهاز العصبي الفردي، هناك إثبات أن الإجهاد
تتلاشى وأن نوعية الحياة تتحسّن. وهكذا ومن أجل تحقيق السلام
العالمي، يصبح ملحاً أن تبادر كل حكومة في كل بلد إلى تشكيل
مجموعات من مواطنيها يمارسون هذه التقنية لاستخدام الطاقة
الكاملة لديهم من أجل إحلال السلام والتناغم في بلدهم. في المقالة القادمة سنتحدث عن ميكانيكية
إحلال السلام العالمي. لمزيد من المعلومات مراجعة الموقع:
http://arabictm.org |
|
![]() ![]() ![]() |
![]() |