اكتشاف علمي
يكشف الطاقة الكاملة للإنسان
(6)
في هذه المقالة
السادسة عن الاكتشافات العلمية، وبعد التحدث في المقالة
السابقة عن المنافع الصحية، وبل شرح المنافع في التصرف
والسلوك، لا بد من الحديث عن اكتشاف علمي هام جداً حول وظائف
الدماغ والجسم البشري.
اكتشاف دستور
الكون
بعد الاكتشاف
العلمي في علوم فيزياء الكم، لنظرية دستور الكون في العام
1992، التي تظهر أن الكون برمته، وقبل حدوث الانفجار الكبير، (Big
Bang)،
وحتى قبل عملية الظهور المادي، كان له دستور، وبموجب هذا
الدستور الكوني، انبثق الكون بنظام فائق ودقيق. هذه النظرية
العلمية كان لها دعم كبير باكتشافات لاحقة مثل نظرية المخطط
الذكي. وفي الواقع يظهر هذا الاكتشاف العظيم وجود طاقة كونية
تتمتع بقوة الخلق والإبداع، إضافة إلى قوة الذكاء والنظام. ما
يعطي صفة الذكاء الخلاق التي بموجبها وجد هذا الكون. وتتطابق
هذه النظرية مع العلوم والمفاهيم الدينية التي تقر أن الله قد
أوجد هذه الكون طبقاً لنظام إلهي دقيق. كما تم تطابق هذه
النظرية العلمية مع العلوم القديمة وخاصة علوم الفيدا القديمة
التي حافظ عليها حكماء الهند الذين يعيشون في جبل الهملايا،
والمعروفين بسلسلة معلمي الفيدا.
قوانين
الطبيعة والجسم البشري
أما
في العام 1994، توصل البروفيسور طوني أبو ناضر، الطبيب والعالم
اللبناني الشهير الحائز على عدة شهادات دكتوراه من أهم
الجامعات العالمية، والمتخصص في مجالات الطب والخلايا الدماغية
وعلم الإدراك والفسيولوجي البشرية، توصل هذا العالم الشهير إلى
اكتشاف يظهر أن الفسيولوجي البشرية تتطابق بشكل تام مع القانون
الطبيعي كما هو وارد في نظرية دستور الكون.
يشرح
البروفيسور طوني أبو ناضر أن كل من الجسم البشري والخلية
البشرية والحمض النووي (DNA)
تتطابق مع بعضها البعض من حيث تركيبتها البنيوية ومن حيث
وظائفها العملية كما أنها تتطابق أيضاً من بنية ووظائف الكون
بأسره. وهذه جميعها تتطابق في تركيبتها ووظائفها مع القوانين
الطبيعية التي هي متطابقة مع بنية العلوم الفيدية ووظائفها.
وكأن كل عنصر من عناصر الوجود قد وجد طبقاً لنظام واحد موحّد
يتكرر في كل شيء. وهذا النظام هو ما يتم الكشف عنه في الأبحاث
العلمية الحديثة، وهو بذاته مدون في وثائق العلوم القديمة خاصة
العلوم الفيدية.
أسلوب
جديد في معالجة الأمراض
لا
تكمن أهمية هذا الاكتشاف الكبير في عرض بنية ووظائف الجسم
البشري أو الخلايا البشرية أو الـ
DNA
فحسب، أنما الأهمية هي في كيفية تصحيح أي خلل يطرأ في الجسم أو
الخلايا أو الـ
DNA.
وبكلمة أدق تكمن أهمية اكتشاف البروفيسور طوني أبو ناضر في
معالجة الأمراض والتخلص منها من خلال تصحيح الخلل في وظائف
الجسم. ويتضمن هذا الاكتشاف أسلوب جديد في معالجة الأمراض وهو
في تنظيم وظائف الجسم. وتستمر الأبحاث الآن في تطوير هذه
الوسائل ومن أهمها استعمال الطاقات الداخلية للإنسان التي
باستطاعتها إعادة تنظيم الخلل في وظائف الدماغ والجسم، والتي
تعتمد على تقنية التأمل التجاوزي التي هي الوسيلة المعتمدة
علمياً من أجل كشف الطاقة الكلية للإنسان، موضوع بحثنا في هذه
المقالات.
وهنا
يصح قول الإمام علي بن أبي طالب
عليه السلام: "داؤك
منك وما تبصر، دواؤك فيك وما تشعر. تحسب أنك جرم صغير وفيك
انطوى العالم الأكبر". ويبدو جلياً كيف أن هذه الاكتشافات
العلمية تتطابق مع حقيقة ما قاله الإمام علي منذ ما يقارب 1400
سنة، وبنفس الطريقة تتطابق الاكتشافات العلمية مع العلوم
القديمة المعروفة بعلوم الفيدا.
لقد
رأينا في شرحنا عن منافع تقنية التأمل التجاوزي أنها تقنية
تأخذ العقل الواعي إلى المستويات غير المحدودة للطاقة في
داخلنا، إلى مستوى الوعي الصافي، ما يسمح في انتظام الطاقة
العقلية وبالتالي انتظام وظائف الدماغ ووظائف الجسم، وبهذا
الانتظام يستطيع الجسم أن يتخلص من كل الشوائب التي تراكمت فيه
نتيجة للخلل الذي كان قد حصل والناتج عن تعرض الإنسان للضغوط
والإجهاد والتعب والتلوث في البيئة والطعام وغيرها.
كل
فرد هو كوني
يقدم هذا
الاكتشاف التاريخي دليلاً علمياً واضحاً أن كل إنسان هو كوني،
كل فرد هو مخطط لإجمالي الطاقة التنظيمية الكاملة في الطبيعة. ولذلك
من مسؤولية كل حكومة أن تعمل على إتاحة الفرصة لمواطنيها لتكشف
الإمكانات الكاملة في حياتهم ، ولتكشف إمكانياتهم الكونية التي
يمتلكونها.
في
المقالة المقبلة سنتحدث عن منافع التأمل التجاوزي في السلوك
الاجتماعي. لمزيد من المعلومات راجع الموقع:
http://www.arabictm.org
والموقع
http://www.vedicknowledge.com/nader.html
|