كما ورد في المقالة الأولى في عدد يوم الاثنين الفائت، حول الاكتشاف العلمي للطاقة الكاملة للإنسان في داخل ذاته، وكما تعرفنا على وسيلة الوصول إلى الطاقة الداخلية بواسطة التقنية المثبتة علمياً وهي تقنية التأمل التجاوزي، دعونا الآن نشرح ما هي تقنية التأمل التجاوزي وكيف نتعلمها.

 إن تقنية التأمل التجاوزي هي تقنية سهلة بسيطة وطبيعية، ويستطيع كل إنسان أن يتعلمها من سن الخامسة وإلى عمر الشيخوخة، فقد تعلمها ملايين الناس من كل الأعمار والثقافات والمستويات العلمية ومن كل الأديان والمذاهب. هناك مراكز لتعليم هذه التقنية في 192 بلد حول العالم بما في ذلك لبنان وعدد من الدول العربية. وقد أثبتت الدراسات العلمية حول منافع تقنية التأمل التجاوزي منافع شتى على مستوى تطور الطاقة العقلية والذكاء والإبداع ومستوى الصحة في تقوية المناعة البدنية وفي التخلص من الأمراض والضغوط والإجهاد والسلوك في تحسن التعامل مع المجتمع والمساعدة في إيجاد المجتمع المثالي المسالم. من خلال هذه الوسيلة البسيطة يستطيع الإنسان أن يستفيد من الطاقة اللامحدودة الموجودة في داخله.

 من أين أتت تقنية التأمل التجاوزي؟

انطلقت تقنية التأمل التجاوزي في العالم منذ حوالي خمسون سنة على يد حكيم من الهند اسمه مهاريشي ماهش يوغي. ومهاريشي الحائز على ماجستير في الرياضيات والفيزياء، فد تتلمذ على يد معلم كبير من معلمي الفيدا يدعى غورو ديف. وعلوم الفيدا هي من أقدم العلوم الموجودة، إذ يعود تاريخها إلى أكثر من خمسة وعشرين ألف سنة. تتكون الفيدا من أربعين فصلاً وكل فصل منها له عدة أجزاء. ومن إحدى فصول علوم الفيدا، يوجد اليوغا، ومنه يوجد تقنية التأمل التجاوزي.

 عندما أطلق مهاريشي تقنية التأمل التجاوزي لم يكن يعلم أن هذه التقنية سوف يتم اعتمادها من قبل الفئات العلمية التي تعمل على اكتشاف طاقات الإنسان، خاصة تلك الفئات العلمية التي اتبعت خط ألبرت أينشتاين وصولاً إلى اكتشاف الحقل الموحد ونظرية "دستور الكون". ومع كل هذه الإثباتات العلمية حول منافع التأمل التجاوزي على كافة المستويات، تلاشت أي شكوك أو انتقاضات حول فعاليتها.

حالات الوعي

اضغط على الصورة للتكبيرلا تتطلب تقنية التأمل التجاوزي أي جهد في ممارستها، فهي تقنية فكرية، تمارس لمدة عشرين دقيقة مرتين في اليوم. تؤدي التقنية إلى تهدئة النشاط العقلي، ويرتاح الفكر، ونتيجة لذلك يكسب الجسم راحة عميقة تساعده على التخلص من الإجهاد stress، ونتيجة لتحلل هذه الإجهاد العميقة في الجسم، يكسب الإنسان المنافع على كل مستوياته الحياتية وهي: تنمية الطاقة العقلية وتحسن الصحة وتحسن السلوك الاجتماعي والسلام العالمي. أظهرت الدراسات العلمية هذه المنافع الكبيرة، التي تساعد الإنسان في الترقي في مستويات الوعي الأسمى. يستطيع الإنسان أن يعيش في عدة حالات من الوعي. في الوضع العادي، نحن نعيش ضمن ثلاث حالات من الوعي، وهي حالة النوم وحالة الحلم وحالة اليقظة، وفي كل حالة من هذه الحالات الثلاثة للوعي، تكون وظيفة العقل والجسم مختلفة عن الحالة الأخرى. في حالة النوم مثلاً يكون العقل غير فاعل والجسم غير فاعل، أما في حالة الحلم فيكون العقل فاعلاً والجسم غير فاعل، وفي حالة اليقظة يكون العقل فاعلاً والجسم فاعلاً. إلا أن هناك عدة حالات من الوعي التي يستطيع الإنسان أن يعيشها، وهي الحالة الرابعة للوعي التي يستطيع الإنسان أن يختبر حالة لا محدودة من الوعي تدعى الوعي الصافي أو الوعي التجاوزي، ومن ثم ما يعرف بالوعي الكوني عندما يصل الإنسان إلى استخدام طاقاته الفكرية بشكل تام، أي أن يعي على ذاته الكلية، ومن ثم الحالة السادسة للوعي، حالة الوعي الكوني الممجد، التي يكون فيها الإنسان قد طور كامل مقدرته الإدراكية، فيختبر الحياة فيما حوله بحقيقتها الساطعة، فيدرك الإنسان مستوى انبثاق الطاقة الكونية بكل مجدها في كل شي في الوجود، ومن ثم يصل إلى الحالة السابعة للوعي التي يعي فيها الإنسان أن كل موجودات الكون هي ليست سوى التعبير المتنوع عن الطاقة الكونية الواحدة، فيكون قد اختبر أحادية الوجود في تنوعه.

يتم تعلم تقنية التأمل التجاوزي من قبل أساتذة أخصائيين في علوم مهاريشي الفيدية. على كل من يريد تعلم التقنية أن يذهب إلى أستاذ التأمل التجاوزي ويتعلم التقنية التي يتم تعليمها بشكل فردي وخاص.

لمزيد من المعلومات راجع الموقع: http://www.arabictm.org

   
Back Home Next Send Email to Your Friends