تعرف الأيورفيدا كونها أقدم نظام للعناية الصحية في العالم. لقد تم تناقلها عبر العصور بواسطة التعليم الشخصي شفهياً، وقد تم تدوينا بنصوص مكتوبة في حوالي العام 400 قبل الميلاد. إضافة للعديد من التقاليد العائلية يوجد أيضاً جامعات أيورفيدية تضم أقسام متخصصة مثل الطب الداخلي والجراحة وعلم الجينات وصحة الأطفال وعلم السموم، جميعها متواجدة منذ مئات السنين. لقد تم ربط النظريات والتطبيقات بشكل رائع حيث تجمع التفكير العقلي والنمو الروحي بطريقة شمولية.

في القرون الأخيرة ضاعت المقاربة الشمولية للأيورفيدا ولم يبقى منها سوى الجزء القليل. وكنتيجة لذلك أن ما يتم ممارسته الآن هو هذا الشكل المبعثر من هذه المعرفة. في نهاية السبعينات حدث تغيير ما. إذ أن العالم الهندي مهاريشي ماهش يوغي دعا عدد من أطباء الأيورفيدا المرموقين في بلده للتعاون معاً من أجل إعادة تجديد الأيورفيدا ووضع المعايير لها من أجل تقديمها في العالم الغربي. وقد تجمع عدد من الخبراء للعمل تحت رعايته، منهم خبراء في الصحة الأيورفيدية، والطب واللغة والفيزياء، وذلك بهدف تجديد هذه الفسيفساء المتنوعة للأيورفيدا وإحياء باقي العلوم الفيدية.

إضافة إلى ذلك، لقد شجع مهاريشي العائلات التي حافظة على معرفة الأيورفيدا التقليدية والتي تملك التركيبات السرية للعقاقير والطرق العلاجية للمشاركة في هذه المعرفة للمرة الأولى. كما شجع عدد من أطباء الأيورفيدا الموثوق بهم وعدد من علماء اللغة السنسكريتية (اللغة الهندية القديمة) للمشاركة في ترجمة النصوص الأصلية للأيورفيدا إلى لغة حديثة. لقد ضاع الكثير من المعرفة الفيدية نتيجة للترجمة غير الصحيحة. وقد تتطلب العمل على تثبيت ذلك بشكل صحيح عدة سنوات. وبذلك تم وضع هذه المعرفة المجددة والشاملة في إطار اكتشافات العلم الحديث.

هكذا ظهر علم معاريشي أيورفيدا. لم يكن الهدف في تقديم الأيورفيدا كما هي تمارس حالياً في الهند، بل كان من أجل توفير النواحي المنسية بشكلها الأصلي الصافي. وبناء على هذه التطورات لقد تم تأسيس مراكز لمهاريشي أيورفيدا الصحية في العام 1983 في معظم دول العالم. ومنذ ذلك الوقت تقدم هذه المراكز الأصناف الكاملة للمعالجات الأيورفيدية بمعاير موحدة.

لقد تم وضع منهج موحد لبرامج تمرين الأطباء في جميع أنحاء العالم، وقد قام أطباء أخصائيين في الأيورفيدا من الهند والذين يدرسون الأيورفيدا في الجامعات، بالقيام شخصياً بتدريس زملائهم من أطباء المنهج الغربي. ومن خلال هذا التعليم يصبح من الممكن للأطباء من جميع أنحاء العالم تعلم النواحي المختلفة للأيورفيدا من خلال استخدام قواعد شاملة وتمارين متقدمة. هذا يؤدي إلى الوثوق به وإلى تكامله مع المفاهيم العلمية الحديثة، ما يؤكد المستوى الرفيع للنوعية. يمكن لكل طبيب بالمنهج الغربي أن يستفيد من المعرفة المتخصصة للفيديا الهنود (فيديا تعني طبيب أيورفيدي تقليدي) عندما يحتاج ذلك لصحة المريض الذي يعالجه.